الازدحام المروري.. مشهد يومي لا ينتهي
رغد البطيخي
صراخ هنا، وزوامير هناك، وكشرة تعلو وجوه الناس، وأيد تخرج من نوافذ السيارات تطلب السماح بالمرور أو التجاوز. لتبدأ بعدها المشاحنات بالكلام القاسي والشتائم، خاصة عند التجاوز دون إذن، ليقع اللوم في النهاية على الازدحام، وليبدأ مسلسل تتكرر فيه الحوادث والاصطدامات.
هذا المشهد يتكرر يوميًا من الصباح الباكر وحتى المساء، وسط أعداد هائلة من المركبات التي تغزو شوارعنا كأسراب من الجراد ، حتى نشعر أحيانًا أننا نمشي على أقدامنا لا أن نتحرك بالمركبات .
وفقًا لإحصائيات حديثة، يعاني أكثر من 70% من سكان المدن الكبرى في العالم العربي من ازدحام مروري يومي يؤثر سلبًا على حياتهم وإنتاجيتهم. و تتفاقم المشكلة بسبب زيادة عدد المركبات مقارنة بالبنية التحتية المحدودة.
يقول احد سائقي التاكسي : “أحيانًا أجد نفسي واقفًا في مكان واحد لأكثر من نصف ساعة بسبب الازدحام، وزوامير السيارات لا تتوقف، مما يسبب لي صداعًا وقلقًا شديدين يقوداني إلى الجنون.
وتضيف إحدى الموظفات “كنت دائمًا أصل متأخرة بسبب الازدحام ، ولكن عندما بدأت أخرج قبل موعدي بنصف ساعة، لاحظت فرقًا كبيرًا في وقت الوصول.”
الازدحام المروري لا يسبب فقط توترًا نفسيًا، بل يستهلك الوقت والمال، ويزيد من التلوث البيئي نتيجة استهلاك الوقود أثناء الانتظار الطويل.
علينا أن ندرك ان المسؤولية تقع علينا جميعا كافراد ومؤسسات فنحن كسائقي مركبات مطلوب منا أن ننشر الوعي المروري بين الناس ومعرفة أولويات المرور و عدم الخروج الا في حالات الضرورة. وعدم استخدام المركبات في المسافات القصيرة، وعدم استخدام الزوامير لضررها السمعي.. والتعاون فيما بيننا لتجنب الدخول في المشاحنات غير المجدية والحوادث المرورية وعلى المؤسسات المسؤولة ان تنظم أوقات دوام المؤسسات والمدارس لتقليل التزامن. وتطبيق نظام الأرقام الزوجية والفردية في التنقل خلال ساعات معينة.
بالإضافة لتطوير وسائل النقل العامة والبنية التحتية.
وتشجيع العمل عن بعد وتقليل التنقلات غير الضرورية.
إن تعاون جميع المسؤولين والسائقين والمواطنين هو السبيل الوحيد لتخفيف معاناة الازدحام، وجعل حياتنا أكثر هدوءً وأمانًا.