لم تعد الكلمات تكفي… مشروع عربي-إسلامي موحد ضرورة عاجلة

عمران السكران

40

بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر يوم 9 أيلول 2025، اجتمعت الدول العربية والإسلامية في الدوحة في قمة طارئة، وأصدرت بيانًا مليئًا بالكلمات الرنانة: العدوان الغاشم، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية، كلمات كبيرة، لكنها للأسف لا توقف الصواريخ ولا تعيد الأمن إلى المنطقة بمجرد كتابتها، البيان ركّز على التضامن مع قطر، وإدانة العدوان، وربطه بالقضية الفلسطينية، ودعا إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وهو موقف دبلوماسي مهم، لكنه يظل إطارًا لفظيًا أكثر من كونه خطة عملية.

الواقع يقول إن هذه البيانات وحدها لا تكفي، الهجمات لم تتوقف، والانتهاكات مستمرة، والغطرسة الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا لم تعرف هوادة، السؤال الذي يطرحه الجميع اليوم هو: هل سيبقى الرد مجرد بيانات وإدانات، أم هناك مشروع عربيإسلامي قادر على تحويل الكلمات إلى فعل حقيقي؟

الإجابة تبدو واضحة للمواطن العادي: يجب أن يكون هناك مشروع عربي- إسلامي موحد، خطة عملية تشمل الجميع، مشروع يضع آليات دفاع جماعية لحماية الدول العربية والإسلامية من أي اعتداءات مستقبلية، واستراتيجية قانونية لمساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها المستمرة، بدل الاكتفاء بالشجب التقليدي الذي أصبح مألوفًا، المشروع يجب أن يشمل أيضًا برامج دعم لغزة، مع مشاركة فعّالة للدول العربية والإسلامية في التمويل والتنسيق، وحملة إعلامية مشتركة تفضح الغطرسة الإسرائيلية والدعم الأعمى من الولايات المتحدة.

باختصار، البيانات جميلة للعين، لكنها لا توقف العدوان ولا تعيد الأمن والاستقرار، المشروع الموحد يجب أن يكون خطة واضحة وجدولها الزمني محدد، بحيث تتحول لغة الإدانة إلى فعل ملموس يردع المعتدين ويثبت أن الصف العربي والإسلامي قادر على حماية مصالحه وحقوق شعوبه.

الدرس هنا واضح: التحديات في المنطقة ليست كلمات تُكتب في بيان، بل مواقف تُترجم إلى إجراءات فعلية على الأرض، ومن يريد أن يحمي أمن بلاده وشعوبه، يجب أن يكون جزءًا من مشروع عربيإسلامي جماعي قادر على التأثير، يضع حداً للغطرسة الإسرائيلية، ويعيد توازن القوى في المنطقة، فالوقت لم يعد يسمح بالتصريحات البراقة فقط، بل يحتاج إلى تخطيط مشترك، وإرادة حقيقية، وعمل ملموس.

وهذا ما أكد عليه خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة، الذي طالب فيه أن الظرف الراهن لا يحتمل أن نغرق في الأقوال، بل الانتقال إلى الافعال لحسم والرد على الرعونةِ والغطرسةِ والتمادي الإسرائيلي لدول المنطقة، من خلال بناء منظومة اقتصادية موحدة، وهو ما أكده جلالته في خطابه، حيث قال: “علينا نحن في العالم العربي والإسلامي أن نراجع كل أدوات عملنا المشترك لنواجه خطر هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ولا بد أن تخرج قمتنا بقرارات عملية لمواجهة خطر هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة”.

قد يعجبك ايضا