“ضيف شرف” .. د.موسى رمضان: الشباب الأردني متميز عربياً ودولياً
أجرى اللقاء: محرر الشؤون الشبابية
“ملتقى النشامى” أبحر بـ٥٣ دولة في العالم
نتطلع في “الملتقى” لتعاون مثمر مع “مؤسسة ولي العهد”
العمل الإنساني والتطوعي مناخ عابر للحدود
العقبة اليوم- كثيرة هي البدايات التي تكون صعبة على أصحابها، ولكن الإرادات وتحمّل الصعاب والإصرار على اجتياز ظروف الحياة، تلك التي يختبر بها الإنسان نفسه.
في محطاته، كانت أسرته بسيطة إلى درجة أن الأب والأم لم يحظيا بفرص التعليم حال الجيل الذي عاشاه وما عاشته أجيال من قبل، فلا مدرسة ولا “شيخ ” يدّرس، إلا ما ندر، أو أسعفه المال ليتلقى تعليمه في الخارج، وعادة هذه ما تكون للأبناء لا للآباء الذين ولدوا في بدايات القرن الـ ٢٠.
ولكن الوالدين كانا شغوفين لتلقي أبنائهما التعليم، وموسى واحد منهم، عندما أخذ قلمه ودفتره وكتابه ليبدأً دراسته الأولى في الخليل ويواصل مسيرته الدراسية قبل أن يلتحق بمعهد المعلمين في عمّان.
تميّزه في دراسة اللغة الإنجليزية، وطموحاته التي كانت تموج في رأسه وقناعته بأن جميع الطرق التي يمر بها الانسان، لن تكون مفروشة بالورود، فما من طريق إلا ولها منعطف، قد يجبر الإنسان على التوقف، أو يتخطاه، بالاتكال على الله، وبما أعطاه من إرادة، فتوقف عند هذه، وواصل سيره إلى تلك.
ضيف “العقبة اليوم”، يحمل القاباً كثيرة، فهو سفير النوايا الحسنة، والدكتور الفخري، ورجل الأعمال، وغيرها.
د.موسى رمضان، ينثر تجربته فيقول: قدّمني “معهد المعلمين -عمان”، نموذجاً للمدرس الأردني الذي كان مثالاً وقدوة لنظرائه في الوطن العربي، ومنطقة الخليج، على وجه الخصوص، فكانت قطر وجهتي بعد العاصمة الأردنية.
في الدولة الشقيقة وجدت نفسي في أكثر من مجال، العمل الحر، التطوع، المبادرات الخيرية والإنسانية، العمل الشبابي، وصولاً إلى إشباع الذات في العمل الاجتماعي وتكوين الأصدقاء على المستويين العربي والعالمي، وما زلت أواصل رسالتي التي أراها جزءاً من حياتي، ولأن الإنسان بلا خدمة يقدمها للآخرين، لا وجود له مهما ملك من مناصب ومكاسب.
حصلت على شهادات فخرية كثيرة وأطلقت جوائز باسمي، وتعرفت على أشقاء وأصدقاء من جنسيات عربية وغربية.
تشاركنا أردنيون في الملتقى (ملتقى النشامى) الذي كنت واحداً من مؤسسيه في دولة قطر الشقيقة، قبل أن ننضم إلى الملتقى الذي تأسس في الشقيقة المملكة العربية السعودية.
هذا الملتقي، هو المركب الذي أبحرنا به إلى ٥٣ دولة، وما نزال نواصل المسير في أعمال الخير، الإنسانية والتطوعية، منها.
ويرى أن الأردن أكثر بلد في العالم تحمّل أعباء القضية الفلسطينية.
قبل هذا كله، فأنا نشأت في أسرة بسيطة بمدينة الخليل، لوالدين شغوفين بتعليم أبناء وبناتهما، فكنت أحد الملتحقين بـ”معهد المعلمين عمان” الذي خرّج كفاءات أردنية أسهمت في ايجاد بيئة تعليمية محلية ورفدت أسواق التعليم في دول الخليج، تحديداً، فكانت دولة قطر وجهتي، لأعمل مدرساً للغة الإنجليزية، ما مكّني من مواصلة دراستي الجامعية في جامعة قطر متخصصاً بـ” التربية”.
-في العمل العام، استطيع القول، إن الأردنيين على اختلاف مواقعهم ، لم يكونوا يوماً أيدي عاملة، وإنما شغلوا وظائف حكومية، ومسؤولين في مشاريع استثمارية، بعد أن عرف عنهم الأشقاء في المنطقة، الإخلاص والمسؤولية والكفاءة والكرامة وحسن التعامل والأمانة.
هذه الصفات الحميدة، لمستها شعوب المنطقة ومسؤولوها، وقطر واحدة من دول هذه المنطقة التي يعمل فيها قوى عاملة من معظم ارجاء المعمورة.
بعد ٢٠ عاماً من العمل في حقل التعليم، توجهت إلى القطاع الخاص، وتحديداً، في مؤسسة علي بن ناصر المسند، حيث عملت عدة سنوات، ثم انتقلت إلى شركة الجودة القطرية حتى عام ٢٠١٩، فمديراً عاماً لشركة الليث للتجارة والمقاولات.
هذا التنوع الوظيفي التعليمي والقطاع الحر فيما بعد، تخلله تفكير في ممارسة العمل الخيري والإنساني بمختلف اشكاله، ما منحني القدرة على التعامل مع مختلف القضايا بما يخدم مصالح الناس وأرباب العمل.
ومن ثمار هذه المصالح جميعها:
فكرة تأسيس “ملتقى النشامى”، فخلال هذه التجربة الثرية الطويلة، كان العمل الخيري الإنساني والتطوعي يدفعني مع شباب اردنيين يقيمون في قطر، لتأسيس “ملتقى النشامى” فبرز على حيز الوجود عام ٢٠١٠، ويهدف لتقديم المساعدة لكل اردني يقدم إلى هذا البلد الشقيق ومن يقيم فيها، ويحتاج إلى دعم أو تأمين سكن أو حل مشكلة مع صاحب العمل ” الكفيل” وأي مشكلة فردية أو أُسرية، وذلك للحفاظ على السمعة الأردنية، من جهة، وتفعيل دوره المجتمعي في الخدمة العامة.
هذه الصورة عن الأردنيين، قوبلت بالاحترام والتقدير لدى الجهات الرسمية والعامة القطرية، ونالت إعجاب الجاليات العربية والصديقة في قطر.
وتجلت هذه الصورة في أزمة “كورونا” التي اجتاحت العالم كله، حيث قدم الملتقى المواد العينية والمادية وجميع أشكال التبرعات للأسر المتضررة.
وللمزيد من المعلومات عن الملتقى وأهدافه، انطلق “ملتقى النشامى” من المملكة العربية السعودية عام ٢٠٠٩، ما مهّد للتوسع ووصول ٥٣ دولة عربية وصديقة، حيث يوجد للملتقى ١٠٠ فرع يقدم خدماته التطوعية، فالعمل الإنساني التطوعي عابر للحدود.
وبالتوافق يترأس الملتقى بمنظومته العامة المهندس محمد أيمن الرفاعي ( السعودية) والنائب الأول د.محمود الدبعي(السويد) والنائب الثاني موسى رمضان( قطر).
ولأهمية ودور الملتقى في تعميم خدماته، تم تشكيل لجنة الإنسانيات والحوادث برئاسة هيثم خطاب، لمساعدة كل من يعبر إلى السعودية من الأردنيين، بحيث تترجم هذه المساعدة الانسانية إلى واقع وفي أماكن عديدة من المملكة، إذ يوجد ١٢ فرعاً مهمتها تقديم هذه الخدمة وبالمتابعة مع السفارة الأردنية في هذا الدولة الشقيقة، وكذلك تقديم تبرعات ذاتية، كما نجحت تطلعاتنا في الملتقى بـ: تطبيق يحمل “تطبيق نشمي” سينجز في نهاية العام الحالي، وذلك من خلال التعاون مع السفارات في العالم والحصول على خصومات من شركات الطيران حيث حصلنا على نسبة ١٥٪ من دول الخليج وأميركا والحصول على حقيبة إضافية بوزن ٢٣ كغم.
(الصعيد الشخصي)
على الصعيد الشخصي، حصلت على ألقاب معنوية، جاءت لتقدير جهود قمت بها في مجالات عديدة، فقد تم منحي لقب سفير النوايا الحسنة للرياضة والشباب والسلام والإنسانية من عدة تنظيمات دولية، بالإضافة إلى شهادات فخرية من مختلف الجهات والجامعات في العلاقات الدولية.
-ماهي جائزة موسى رمضان؟
جائزة تتعلق بالعمل الخيري والاجتماعي والتطوعي على المستوى المحلي والعالمي، ولها أهداف نبيلة وترسيخ مفهومها وأثرها على المجتمع واستهداف الشباب، وهذه أهدافها:
•ترسيخ ثقافة العمل الاجتماعي والخيري والإنساني والتطوعي وتعزيز قيمه النبيلة.
•تأصيل العمل المؤسسي الاجتماعي بجميع صوره وتطويره.
•تقدير المتميزين من الجنسين في العمل الاجتماعي وتشجيعهم.
•تحفيز الهيئات والجمعيات الأهلية على التميز والإبداع في العمل الاجتماعي.
•إبراز المبادرات الرائدة والمتميزة.
•إبراز الجوانب المشرقة والجهود المضيئة للعمل الاجتماعي.
•تشجيع الإنجازات والمبادرات الخيرية والبرامج الاجتماعية المتميزة.
-كيف ترى العلاقات الأردنية القطرية؟
علاقة حميمية ومتميزة، لعب فيها الأردنيون دوراً كبيراً من خلال خصائصهم واختصاصاتهم وإخلاصهم وكفاءاتهم في المجالات التي يعملون بها في دولة قطر والتقاء القطريين معهم في قواسم مشتركة.
في الجانب السياسي، فإن سياسة الأردن المتوازنة مع مختلف الدول كان لها أثر في تمتين العلاقات، عربياً وعالمياً،كما تميزت هذه السياسة بقيادة الملك عبدالله الثاني بالثبات على المواقف تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إذ يعد الأردن البلد الوحيد الأكثر سنداً للفلسطينيين وفي قطاع غزة.
-ماذا عن تطلعات “ملتقى النشامى”؟
كما اشرت في بداية حديثي في التوسع المكاني والخدمي للملتقى، فهو يشدد على أن يكون العمل ملموساً على الارض، لذلك، فإن “الملتقى” يتطلع لتعاون مثمر مع مؤسسة ولي العهد، والتي نلتقي فيها بكثير من قواعد العمل والأهداف، وبخاصة بما تدعو له جائزة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، من أفكار ومبادرات.
-آخر نشاطاتك والبرامج التي قمت بها؟
تم انتخابي عضواً بالمكتب السياسي لحزب المحافظين الأردني.