أحلام شبابنا… إلى أين؟
رغد البطيخي
تشير تقارير منظمة العمل الدولية إلى أن معدلات البطالة بين الشباب العربي تتجاوز 25% في بعض الدول، رغم حصول كثير منهم على مؤهلات جامعية.
هذا الواقع المؤلم يطرح سؤالًا هامًا: أحلام شبابنا… إلى أين؟
أحلام الشباب متعددة، بعضها قد يتحقق، وبعضها يُدفن قبل أن يرى النور، وأخرى تحتاج إلى سنوات طويلة من الجهد والصبر.
لكن هناك أحلاماً تموت صامتة، ليس لسبب سوى ثقل المسؤوليات التي تثقل كاهل شبابنا.
شاب يحلم بأن يصبح طبيبًا، لا طمعًا في مال أو مكانة، بل رغبة صادقة في علاج الناس مقابل أجر زهيد.
لكن الظروف المادية تقف حاجزًا أمامه، تمنعه من التمسك حتى بقشة أمل.
وشاب آخر، أنهى دراسته بعد عمل لساعات طويلة، بالكاد يذوق طعم النوم، محاولًا التوفيق بين عمله ودراسته.
وعندما تخرج، اصطدم بواقع قاسٍ، إذ يشترط سوق العمل شهادات خبرة، ودورات تدريبية باهظة الثمن.
في النهاية، وجد نفسه يعمل في مجال لا علاقة له بتخصصه، ليس لأنه لا يستحق، بل لأن الفرص مغلقة في وجهه.
وهكذا، هناك الكثير من شبابنا الذين يحملون أحلامًا كبيرة، لكنها تُدفن في مقابر الظروف المعيشية الصعبة والأوضاع الاقتصادية التي تحطم آمالهم.
ليست كل الأحلام تموت، وبعض الأمل كافٍ ليصنع فرقًا.
لكن شبابنا بحاجة إلى من يؤمن بهم ويفتح لهم الأبواب بدلاً من إغلاقها.
فالأمل لا يموت، لكنه يضعف حين لا يجد من يرعاه.
إن أردنا مستقبلًا أفضل، علينا أن نبدأ من شبابنا.
هم الطاقة والأمل وعماد الأمة.
لا يكفي أن نطالبهم بالصبر والكفاح دون أن نوفر لهم الأدوات والفرص التي يستحقونها.
على المجتمع أن يحتضنهم، لا أن يُثقلهم باللوم،وعلى المؤسسات أن تنظر إليهم بعدالة لا بشروط مستحيلة.
فرصة واحدة كفيلة بإنقاذ حلم كاد يموت.
فلا تستهينوا بأحلام الشباب، فقد تكون شرارة تغير مستقبل أمة بأكملها.
كما قال جبران خليل جبران:
“ما أكثر الذين يذهبون وتبقى أحلامهم، وما أقل الذين يبقون لتذهب أحلامهم معهم.”
فلنكن من يساعد الأحلام على البقاء، لا من يسرع دفنها.