د. موسى بريزات: يتهكم !!

12

العقبة اليوم -(على صفحته الخاصة، يعنوّن منشوره د. موسى بريزات، أنه ” يشعر بالتهكم”، ولا نظن أن من يكتب بهذا الوعي يتهكم أو يتكمم، فمثل هذا الرجل له فصول سياسية، أردنياً وعربياً ودولياً،فالحديث عنه هنا، يقصر ولا يطول، ولكن هذا ما كتبه، بغضّ النظر عن شعوره في هذه اللحظة حيث يقول):
سبب العلة هل يمكن ان يكون هو علاجها !
تصفية القضية الفلسطينية ، والعربدة والتهديد باحتلال وحكم اقاليم عربية وتحديد مصير العالم العربي-شعوباً وأنظمة كاتباع لصهيون ، واستهانة واشنطن بالعرب والتعامل معهم كممتلكات إسرائيلية لها اسباب بنيوية في النظام السياسي الرسمي العربي قبل ان يصبح حقائق تصفعنا صباح مساء فتذكرنا بعجينة وحياتنا :
الحروب العربية – العربية( الساخنة والباردة) طيلة القرن المنصرم والحروب الاهلية اليوم وغداً ، و ارتهان الانظمة العربية للغرب منذ سايكس-بيكو ، والتبعية وحالة الاعتماد على هذا الغرب في كل شيء حتى في ضمان الامن الوطني لكل دولة .
ان اول وأهم هدف لمنظومة سايك- بيكو هو عدم اجهاض وعد بلفور ،ثم تكريس تجزئة الأمة لتبقى دولاً متناحرة بحيث يكون من الصعب عليهم توحيد كلمتهم لمواجهة هذه التجزئةوافشال وعد بلفور، بينما من السهل التلاعب بهم وخلق العداوة والضغائن والمكائد بينهم لتتويج انجازات الحرب العالمية الأولى ضد احدى اقوى دولة إسلامية في التاريخ الاسلامي ، وهذا ما حصل . انها الحقيقة المرة التي لا يرغب المسؤولون العرب الحديث عنها او تسليط الضوء عليها ، وهي ان سايكس-بيكو وبلفور هما العاملان الاساسيان اللذان حددا وما يزالان يحددان الجيوسياسي للدولة العربية الحديثة ابتداء بنشأتها في اطار منظومة سايكس-بيكو وشروط إدارتها . فمفهوم المصلحة الوطنية لعموم الدول العربية ونطاقها والى حد ما ادواتها وشروطها، لا تخرج عن اشتراطات سايكس-بيكو وبلفور الاستراتيجية، وكذا السياسات الخارجية والتحالفات الاقليمية والدولية لهذه الدول ، وطبيعة العلاقة بين نظام الحكم في الدولة العربية ومجتمعها ، وبالتالي الاولويات الداخلية الأساسية في مجالات التنمية المستدامة والسيادة على الموارد الوطنية الحيوية والاستراتيجية ، وسياسات التعليم والمناهج الدراسية ،والسياسات في مجال الاعلام ، وكثير من التشريعات المدنية ،ومفهوم الامن الوطني وعناصره لدولنا ،جميعها
تاخذ بالاعتبار وحساسة لاشتراطات الارتباطات بالغرب واهدافه في الاقليم وكونيًا ، لا سيما في القضايا الاستراتيجية .
هذا ليس ادعاء او تخميناً او موقفاً سياسياً بل حصيلة دراسات موضوعية وملاحظات دقيقة و بناء على تجربة شخصية لكثيرين.
من هنا اصبحت ماكينة ادارة الحكم والشأن العام في دولنا العربية ،داخلياً وخارجياً ، في القضايا الحيوية والمصيرية ، في السلم والحرب ، لاسيما الامن الوطني ترتبط بدرجة كبيرة بالمصالح الغربية طيلة القرن الماضي – اي منذ سايكس-بيكو وبلفور. لكن كانت منظومة منظومة سايكس-بيكو اللعينة هي التي تحتل الواجهة على الصعيد الجيوسياسي والاستراتيجي في حين كانت متطلبات بلفور حاضرة -معارضة وقبولا- مناط خلاف واخذ ورد بين الدول العربية نفسها، وبينها وبين الغرب الى ان بدا انسحاب دول عربية عدة من حلبة المواجهة وصولاً الى تبني سياسات على اثر كامب ديفد وسياسات الموادعة والتفاهم وحتى التحالف من قبل البعض مع العدو بعد اوسلو ، والاستدارة لمواجهة الشعب الفلسطيني ومقاومته .
لذلك لايمكن ان تُعتبر عربدة إسرائيل وتهديدها لدول عدة عربية وغير عربية بما فيها العدوان الأحدث على قطر مفاجأة ؛ بل ربما يكون خبراً منتظراً للبعض .
اخيراً، هل يمكن الانقلاب على هذا الواقع الجيوسياسي المتجذر والمتحكم والمجتمع بين ليلة وضحاها وتأمل الشعوب العربية والاسلامية، وخاصة الشعب الفلسطيني المكلوم تغييراً حقيقياً في السياسة العربية!
ربما !
اذا ما صدقنا خطابات الشجب والاستنكار النارية وتغافلنا عن تجربتنا وما تعلمنا عن اداء حكوماتنا في مواجهة العدوان الصهيوني هي انعكاس لمواقف ومبادرات وأفعال سياسية ودبلوماسية واقتصادية وعسكرية تم تبنيها في تحد للحليف الامريكي والصديق الصهيوني على الاقل من قبل البعض من العرب ، وأن اعلان وفاة سايكس-بيكو والخروج على وعد بلفور المشؤم قد اتخذ وينتظر فقط اعلان هذا التطور الجيوسياسي الجذري غدا من قبل الزعماء ، نعم يوم غدٍ.
عفوا أعتذر هذا بيان كتبته سنة 2125م ونسيته في ذاكرة حفيدي القادم بعد خمسة أجيال!
على كل حال مجرد امل بالامة ووصية للاحفاد بعد ان عجز جيلنا عن كسر الاصفاد وانتزاع حريتنا لنورثها لهذه الاجيال .
اللهم لا عزاء لنا.سنغادر هذا العالم خالي الوفاض من أي انجاز نقابل به الله عز وجل.

قد يعجبك ايضا