إلحاق الدوحة بعواصم الدم!!

عبدالحافظ الهروط

61
باستهداف إسرائيل، قادة حماس الذين يواصلون مفاوضات سياسية في قطر، تلتحق الدوحة بعواصم عربية وإسلامية، سبق أن تعرضت أرضها لسفك دماء من قبل الموساد.
هذه، وتلك العواصم، تقيم بلدانها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ظناً منها أن العلاقات ستفضي إلى احترام الكيان للمواثيق الدولية، ولو بالحد الأدنى.
تجارب كثيرة وأحداث أكثر، أثبتت أن الكيان الصهيوني، لا يراعي، أي اتفاق، لا سياسياً ولا عسكرياً.
في الأردن، كادت اتفاقية وادي عربة، تصبح من الماضي، عندما قال الراحل الحسين: “إن مستقبل عملية السلام مرهون بحياة هذا الرجل”.
حينها تعرض القيادي خالد مشعل لمحاولة اغتيال في عمان (١٩٩٧)، قادها الموساد بأمر المتطرف نتنياهو الذي لم يحترم عملية السلام، تلك.
القيادي الآخر، محمود المبحوح، كان في زيارة للإمارات (٢٠١٠)، فكان مصيره الاغتيال على يد إسرائيل، فكان اعتداء على سيادة دولة عربية.
وفي إيران تم اغتيال القيادي إسماعيل هنية، فكانت تصفيته في طهران، نصراً مؤزّراً، هكذا رأت إسرائيل!.
والحال حصل لكثير من قيادات الحركة، فقد طالت الاغتيالات من هو موجود في سورية ولبنان، وغيرهما.
البلطجة الاسرائيلية مستمرة على قدم وساق، ولا فرق بين مدني تدرب في الجيش الإسرائيلي، وعسكري مأفون، لتتلطخ أيديهما بدماء الأبرياء.
في الإعتداء الإسرائيلي الآثم على قطر، تعامى الكيان الصهيوني عن حماية وفده من قبل “دولة الوساطة”، فماذا لو تعرض عنصر من عناصر الوفد لشتيمة، أو أصابه “مغص”، في الدوحة، كيف يكون الموقف السرائيلي؟!.
هذا النهج في تصفية كل من يرى أن إسرائيل هي من تفتعل الحروب وتعادي السلام، لن يتوقف، فقد نشأ هذا الكيان المجرم على القتل، تتملكه معتقداته وخرافاته، بأن لا حياة لبشر في الوجود، إلا “شعب الله المختار”!.
ولتأكيد هذا، فالكل شاهد ما قام به إيغال عمير، عندما قتل الرئيس رابين (١٩٩٥) احتجاجاً على السلام مع الفلسطينيين، فكانت المكافأة أن قامت الحكومة بدفع تكاليف زواج “القاتل السجين”، فأي سلام يريده هذا العدو المتطرف؟!.
إسرائيل ترفع شعارها العسكري “جيش الدفاع”، بينما صواريخها وطائراتها تعبر القارات، فيما شعارها السياسي الكاذب “إحلال السلام” ولكنه سلام مشروط بالتطبيع الكامل دون مقابل.
لن تلتفت إسرائيل إلى بيانات الشجب والشكاوى لمجلس الأمن واحتجاجات العالم، لأن أميركا بـ”ظهرها”، وأميركا هي من تنفّذ المهام في أحداث كثيرة، وانتهاء باتخاذ حق النقض “فيتو”، حتى لو أحرقت إسرائيل الكون كله.
أمام الاستعلاء الإسرائيلي بهذا الغطاء الأميركي، فإن المطلوب من العالم العربي والإسلامي، توسيع تحالفاته مع الدول التي تدعو فعلاً، للسلام العالمي، وتنويع خياراته السياسية والعسكرية، وإلا فإن الأنظمة العربية والإسلامية،جميعها، معرّضة للخطر، وليس مجرد تهديدها.
وخير مثال، خرج الرئيس المصري الراحل أنور السادات على العالم في حرب تشرين الأول/١٩٧٣، قائلاً: “إن أميركا تمتلك ٩٩٪ من أوراق الحل في الشرق الأوسط”، فاغتيل عقب سلام مع إسرائيل، وهو سلام لم يأت بعد نحو نصف قرن، ليحل بدلاً منه “الدمار الشامل”، إذ ها هو النتن ياهو يصول ويجول ويواصل عربدته، ولا يوجد من يردعه!
قد يعجبك ايضا