تصاعد الاحتجاجات والانتقادات الدولية يضعف حكومة نتنياهو
كتب: محرر الشؤون السياسية
تشهد الساحة الإسرائيلية انقسامات حادة انعكست بوضوح في الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، حيث غاب نحو نصف الأعضاء عن الحضور، بينهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، فيما اعتبر بعض المشاركين أن النقاش كان “غير ضروري”.
الاجتماع لم يتطرق بشكل خاص إلى جبهة غزة، بل جاء في إطار استعراض عام للوضع الأمني، في وقت يصف فيه زعيم المعارضة عقد المجلس من دون بحث صفقة الرهائن بأنه “وصمة عار أخلاقية” على حكومة بنيامين نتنياهو.
وفي الشارع، تتواصل موجة الاحتجاجات، إذ أغلق متظاهرون شوارع رئيسية وخرج مئات الآلاف في تل أبيب وميدان الرهائن مطالبين بوقف الحرب وإبرام اتفاق لاستعادة الأسرى. يأتي ذلك بينما تواجه الحكومة اتهامات داخلية وخارجية بتجاهل ملف الرهائن والتسبب في إطالة أمد الحرب.
على الصعيد الإنساني، يزداد الوضع في غزة سوءاً، إذ أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن القوات الإسرائيلية تعرقل وصول الفلسطينيين إلى المياه، محذرة من تحول مواقع توزيعها إلى “ساحات مجازر”.
فيما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد 64 فلسطينياً منذ فجر اليوم بينهم 13 كانوا يبحثون عن المساعدات.
كما تتوالى التقارير التي تكذب الرواية الإسرائيلية بشأن استهداف مجمع ناصر الطبي بخان يونس، حيث أوضح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدداً ممن زعم الجيش أنهم “مخربون” استشهدوا خارج المجمع في أوقات سابقة، بينما كان من بين الضحايا صحفيون ومسعفون معروفون بالاسم.
أما دولياً، فقد بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برسالة حادة إلى نتنياهو شدد فيها على أن إقامة دولة فلسطينية ضرورة لتحقيق السلام وضمان أمن إسرائيل، مؤكداً رفضه استغلال مكافحة معاداة السامية كسلاح سياسي.
وفي البرازيل، صعّدت وزارة الخارجية انتقاداتها لوزير الخارجية الإسرائيلي كاتس متهمة إياه بالإساءة للرئيس البرازيلي، ودعته إلى تحمل المسؤولية عن الهجمات على غزة. في المقابل، أكد نتنياهو مجدداً أن حكومته تعمل على منع إقامة دولة فلسطينية.
وفي خضم هذه التطورات، برزت مواقف متباينة على الساحة الدولية، إذ جددت إيران مفاوضاتها مع الترويكا الأوروبية في جنيف بشأن ملفها النووي، فيما واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استغلال الأوضاع، مؤكداً أنه قادر على إنهاء حرب أوكرانيا عبر مسار اقتصادي لا عسكري، محذراً في الوقت نفسه من انزلاق العالم إلى مواجهة أوسع.
وبين انقسام داخلي، وضغوط شعبية متصاعدة، وأزمة إنسانية خانقة في غزة، يجد نتنياهو نفسه أمام مأزق تتداخل فيه التحديات العسكرية مع الحسابات السياسية والدبلوماسية، فيما يزداد الجدل حول مستقبل الحرب وإمكانية الوصول إلى صفقة تنهي الأزمة المستمرة منذ السابع من أكتوبر.