ترامب يعيد تعريف معنى أن تكون أمريكيًا
العقبة اليوم – في تقرير جديد نشره موقع “أكسيوس” الأميركي، تتكشف ملامح مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو مشروع يذهب أبعد من السياسات اليومية ليحاول إعادة صياغة معنى “الهوية الأميركية” نفسها.
فالخطوط العريضة التي يرسمها ترامب وفريقه تشير إلى توجه نحو دولة أكثر انغلاقًا، تعيد تعريف الانتماء الوطني عبر معايير ضيقة ترتبط بالعرق والثقافة والتاريخ، بعيدًا عن النموذج التقليدي للولايات المتحدة كأمة مهاجرين.
تبدأ هذه الرؤية من الثقافة والتعليم، حيث يسعى ترامب إلى التدخل المباشر في المتاحف والمناهج الدراسية، فارضًا قراءة “إيجابية” للتاريخ الأميركي تُقلل من التركيز على قضايا مثل العبودية والعنصرية، وتعيد إبراز رموز الحقبة الكونفدرالية التي ترتبط في الذاكرة الأميركية بالتمييز العرقي والانقسام الأهلي.
أما في ملف الهجرة والجنسية، فيبرز التوجه نحو تشديد غير مسبوق في معايير منح الجنسية، وإدخال اختبارات ذات طابع أيديولوجي، إضافة إلى محاولة إنهاء ما يعرف بـ”حق المواطنة بالميلاد” الذي شكّل على مدى قرون أحد أعمدة الانفتاح الأميركي أمام المهاجرين.
ويتسع المشروع ليشمل الرموز واللغة، حيث يطرح ترامب جعل الإنجليزية اللغة الرسمية الوحيدة للبلاد، وإقصاء فئات بعينها مثل المتحولين جنسيًا من الجيش، في خطوة تكرّس رؤية للهوية الوطنية تقوم على الاستبعاد لا على الشمول.
وبحسب مراقبين نقل عنهم الموقع، فإن ما يعرضه ترامب لا يمكن اعتباره مجرد سياسات ظرفية، بل يمثل محاولة لبناء مشروع هوية بديلة تعيد تعريف الولايات المتحدة بوصفها دولة ذات جذور أوروبية مسيحية أكثر من كونها بوتقة تنصهر فيها الثقافات والأعراق.
هذا الطرح، في حال تبنيه رسميًا، قد يقود إلى صدام داخلي عميق، إذ يضعف التعددية التي طالما وُصفت بأنها سر قوة التجربة الأميركية.