ذاكرة الرئيس
كتب: رئيس التحرير
قد يكون رئيس الوزراء د. جعفر حسان، أكثر رئيس حكومة في السنوات الأخيرة قام بجولات ميدانية، حتى أن الإعلام ومسؤولين، رأوا في كثير من هذه الزيارات، بأنها ليست من أولويات عمله.
وإذا كان هذا ما يرونه صحيحاً، فعليهم تبيان وجهة نظرهم، فقد اعتدنا -للأسف- في العمل الوظيفي، أن يكون العمل على أكمل وأجمل وجه، وهذا يظهر عندما يقوم المسؤول الأول في الوزارة أو في المؤسسة بجولة لمكاتب الموظفين، فكيف وهي تتعلق هذه الجولات، وتلك، بمؤسسات تعني المواطنين؟
كثيرة هي المؤسسات الحيوية التي ناشد المواطنون الحكومة لإتمام وإنجاز مشروعاتها و تسهيل الخدمة للناس، فغابت هذه المناشدات والمطالب سنوات، عن ذاكرة المسؤولين، في ظل عدم متابعة المسؤول المعني والترهل الوظيفي، حتى صارت بعض المؤسسات، مستهلكة وبطيئة – لا نقول عاجزة- في تقديم ما يرضي المراجعين في معاملاتهم وقد أخذ منهم الوقت والجهد.
الناس، ومنهم الموظفون، ما يزالون يعانون عند مراجعتهم لكثير من الدوائر الحكومية، وغير دوائرهم التي يعملون بها، فالخدمة العامة، يجب أن تكون حاضرة للجميع، أياً كانت الأسباب، ولا يجوز أن يتم تسهيلها وحضورها لوجود معارف وواسطات.
صحيح أن بعض المؤسسات والدوائر، تقدمت في مستوى الخدمة، بفضل تأهيل كوادرها، وتحسين أدواتها، إلا أن مشكلة مراجعة المؤسسات الوطنية، ما تزال تمر بعوائق، قد تعود إلى المسؤول ذاته، أو الموظف، وبالتالي، فإنه من الضرورة أن يكون للمسؤول الأول في الحكومة زياراته المعلنة وغير المعلنة، ليطمئن على احتياجات المؤسسات وانعكاساتها على احتياجات الناس.
ولعل ما قاله رئيس الوزراء في جولة من جولاته لمرافق إحدى الوزارات” أنا لم أنس ما طلبته منكم في زيارتي السابقة”، يؤكد في ذاكرته الحية، أن زياراته ما هي إلا للإطمئنان على سير العمل، فلماذا لا يقوم الوزير والأمين العام والمدير بهذا الدور؟!.
لا نمجّد ولا نمدح، ولكن الرئيس أدرى بشعاب حكومته، وهو من يتحمل المسؤولية عند تقصير الحكومة، أو فشلها.