المجاعات في مناطق النزاع فشل أخلاقي ونداء عاجل لإنقاذ الأرواح
العقبة اليوم – في ظل تزايد الأزمات الإنسانية في مناطق الصراع مثل غزة، والسودان، وجنوب السودان، واليمن، يوجه العلماء والناشطون في مجال التغذية وتحسين الأمن الغذائي نداءً صارخًا حول المجاعات التي تُستخدم كأداة حرب مدمرة، مما يسبب معاناة هائلة وموت الملايين.
تؤكد مجموعة الباحثين، المنتمين إلى “الائتلاف العالمي للتغذية”، أن المجاعات التي تعصف في عام 2025 تعكس “فشلًا أخلاقيًا” كارثيًا، حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون شخص في غزة وحدها في ظروف مجاعة تصنف ضمن المرحلة الخامسة، وهي أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي حسب نظام التصنيف الدولي IPC (Integrated Food Security Phase Classification).
هذا الوضع لا يقتصر على وفاة الناس من الجوع فحسب، بل يتسبب أيضًا في أضرار نفسية وصحية عميقة تمتد عبر الأجيال، منها الصدمات التي تترك آثارًا لا تُمحى على الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تدهور القدرة على التعافي الصحي والتنموي في المجتمعات المتضررة.
تؤكد دراسات متعددة ومنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) أن المجاعة تُستخدم بشكل متعمد كسلاح في النزاعات، ما ينتهك القوانين الدولية ويزيد من معاناة المدنيين.
وفي تقرير ميداني حديث في غزة، تبيّن أن معدلات سوء التغذية وصلت إلى مستويات مقلقة، مع فقدان واسع للقدرة على توفير الغذاء الكافي والآمن للسكان، خصوصًا الأطفال والحوامل.
هذه الأزمات الغذائية الناتجة عن الحروب والنزاعات تؤدي إلى أضرار طويلة الأمد على النمو العقلي والجسدي للأطفال، إذ أظهرت الأبحاث العلمية ارتباط سوء التغذية في الطفولة بمشاكل صحية مزمنة وتقليل فرص التنمية البشرية المستقبلية، بحسب تقرير لمجلة (ذا لانست).
يحث الباحثون والمختصون المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية لوقف استخدام المجاعة كسلاح حرب، وتوفير المساعدات الغذائية الطارئة والمستدامة، ودعم برامج التغذية التي تحمي الأرواح وتحافظ على صحة الأجيال القادمة.
المجاعات المنتشرة في غزة ومناطق الصراع الأخرى ليست مجرد مأساة إنسانية، بل هي فشل أخلاقي وتحدٍ إنساني يتطلب من الجميع التحرك السريع لمنع كارثة إنسانية مستمرة ولحماية حق الإنسان الأساسي في الغذاء والصحة.
والأردن لعب دورًا مهمًا في دعم جهود إدخال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، من خلال التنسيق مع الجهات الدولية والمحلية لضمان وصول الغذاء إلى المحتاجين رغم الصعوبات الأمنية واللوجستية، كما ساهمت المملكة في تسهيل مرور قوافل الإغاثة عبر معبرها الحدودي، مما ساعد في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية هناك.
