هل يحمل النظام الغذائي المتوسطي مفتاح طول العمر؟

49

تقرير طبي جديد يؤكد فوائد النظام المتوسطي لصحة القلب والدماغ وطول الحياة

العقبة اليوم – في ظل تزايد اهتمام الناس بأساليب الحياة الصحية التي تطيل العمر وتحسن جودة الحياة، برز النظام الغذائي المتوسطي كأحد أبرز الأنظمة الغذائية المدعومة بالأدلة العلمية. فهل فعلاً يمكن أن يساعد هذا النظام في تحقيق حياة أطول وأكثر صحة؟ تشير العديد من الدراسات الحديثة، ومن بينها مراجعة نُشرت في مجلة American Journal of Clinical Nutrition، إلى أن النظام الغذائي المتوسطي يحمل فوائد صحية كبيرة قد تساهم في زيادة متوسط العمر وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.

مكونات النظام المتوسطي وفوائده الصحية

يعتمد النظام الغذائي المتوسطي على تناول الخضروات والفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة، البقوليات، المكسرات، زيت الزيتون كأحد المصادر الرئيسية للدهون الصحية، مع استهلاك معتدل للأسماك والدواجن، وقليل من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان. هذه التركيبة توفر مضادات الأكسدة، الألياف، والدهون الصحية التي تعزز صحة القلب والدماغ.

أظهرت الأبحاث الحديثة، مثل تلك التي أجريت في جامعة هارفارد وكلية الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، أن النظام المتوسطي مرتبط بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية، بعض أنواع السرطان، ومرض الزهايمر. كما يساهم في تحسين ضغط الدم وتنظيم مستويات السكر في الدم.

تأثير النظام المتوسطي على طول العمر

بحث شامل نشر في The Lancet Public Health عام 2022، حلل بيانات آلاف المشاركين على مدى سنوات طويلة، ووجد أن الأفراد الذين يتبعون النظام المتوسطي بانتظام لديهم فرص أكبر للعيش لعمر أطول مقارنة بمن يتبعون أنظمة غذائية أقل توازنًا. ويرجع ذلك جزئياً إلى قدرة هذا النظام على تقليل الالتهابات المزمنة وتحسين الصحة الأيضية.

نسخ معدلة للنظام المتوسطي

ابتكر الباحثون نسخًا محدثة من النظام المتوسطي مثل النظام المتوسطي الأخضر (Green Mediterranean Diet) الذي يركز على الأطعمة النباتية ويقلل من استهلاك اللحوم للحفاظ على البيئة وتقليل الدهون الضارة بالجسم. كما طور نظام “MIND” الذي يجمع بين النظام المتوسطي ونظام DASH لخفض ضغط الدم، وهو موجه خصيصًا للحفاظ على صحة الدماغ وتقليل التدهور المعرفي.

نصائح عملية من الخبراء

الدكتور توماس باربر، أستاذ الغدد الصماء وخبير السمنة في المملكة المتحدة، ينصح بالتركيز على تناول الطعام الطازج غير المعالج، وتفضيل الدهون الصحية كزيت الزيتون، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة. ويؤكد أن اتباع هذه المبادئ لا يساعد فقط في الوقاية من الأمراض المزمنة، بل يعزز من جودة الحياة وطول العمر.

النظام الغذائي المتوسطي ليس مجرد نظام غذائي، بل هو أسلوب حياة صحي متكامل يساهم بشكل فعال في تعزيز صحة القلب والدماغ، خفض مخاطر الأمراض المزمنة، وربما تحقيق طول عمر أفضل. لذا، فإن تبني هذا النظام هو خيار علمي مدعوم بالبحث يستحق الاعتبار لكل من يسعى لحياة أطول وأصح.

قد يعجبك ايضا