هل يُحول الذكاء الاصطناعي البشر إلى أبطأ وأقل إبداعًا؟
العقبة اليوم – كان من المفترض أن يعزز الذكاء الاصطناعي الإنتاجية ويقلل الأخطاء البشرية ويحسن اتخاذ القرارات، بل ويُتوقع أن تساعد الروبوتات الشبيهة بالبشر في أداء المهام المنزلية المملة مستقبلاً. كما تخطط بعض الشركات لاستخدام الذكاء الاصطناعي لوضع قوة “الذكاء الفائق” في يد المستخدمين ليُوجهوه نحو ما يهمهم في حياتهم.
ولكن الواقع كشف أن الذكاء الاصطناعي قد يكون له آثار عكسية على الإبداع وسرعة الأداء عند بعض العاملين، بل وأصبح مرتبطًا بمخاوف فقدان الوظائف وارتفاع فواتير الكهرباء.
وأظهرت دراسة أجرتها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن الطلاب الذين استعانوا بالذكاء الاصطناعي في كتابة مقالاتهم قدموا أداء أقل جودة مقارنة بالطلاب الذين كتبوا بمفردهم. كما بينت الدراسة أن الطلاب المعتمدين على الذكاء الاصطناعي لم يستخدموا قدراتهم الإبداعية بنفس المستوى.
وفي دراسة أخرى أجرتها مجموعة أبحاث الذكاء الاصطناعي METR، تم تحليل مدى مساهمة مساعدي البرمجة بالذكاء الاصطناعي في زيادة سرعة مبرمجي المصادر المفتوحة ذوي الخبرة. ووجد الباحثون أن المبرمجين توقعوا زيادة في الإنتاجية بنسبة 20%، لكن الواقع أظهر تباطؤًا بين 10 و40% بسبب الوقت المستغرق في تصحيح أخطاء الذكاء الاصطناعي وتجربة أفضل الطرق للتعامل معه.
هل يصبح الذكاء الاصطناعي بديلاً معرفيًا؟
بحسب الكاتب أليكس هيرن من مجلة The Economist، الذكاء الاصطناعي في شكله الحالي ليس بديلًا معرفيًا حقيقيًا، وإذا طلبت منه إنتاج مقال أكاديمي، فستحصل على نتائج دون المستوى.
لكن القلق الحقيقي يكمن في المستقبل، عندما تتطور التكنولوجيا لتصل إلى مستوى يمكنها فيه أداء المهام بشكل مساوي أو أفضل من البشر المهرة. السؤال الذي يطرحه هيرن هو: هل سيستخدم الناس الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة فقط، أم سيترك الذكاء الاصطناعي القيام بالمهمة بالكامل؟ وإذا كان الأمر الأخير، فماذا سيبقى من التفكير البشري للتطور والازدهار؟