معظم الأميركيين لا يريدون للذكاء الاصطناعي أن يفعل كل شيء
العقبة اليوم – أظهر تقرير جديد صادر عن مركز بيو للأبحاث أن الأميركيين باتوا يضعون حدودًا واضحة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، إذ رحب أغلب المشاركين باستخدامه في مجالات علمية وتقنية مثل تطوير الأدوية أو التنبؤ بالطقس، لكنهم رفضوا بشدة أن يتدخل في العلاقات الإنسانية أو الدين أو المهام الإبداعية.
وبحسب التقرير الذي بثه موقع “أكسيوس”، فإن 74% من الأميركيين يرون أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يساهم في التنبؤ بالأحوال الجوية، و70% يفضلون الاستعانة به لكشف الجرائم المالية، بينما أكد 66% أنه لا ينبغي له تحديد إمكانية وقوع شخصين في الحب، كما رفض 60% أن يكون له أي دور في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحكم وإدارة البلاد.
المسح أشار أيضًا إلى أن النظرة إلى الذكاء الاصطناعي باتت أكثر حذرًا خلال السنوات الأخيرة، فبين عامي 2023 و2025 عبّر نحو نصف الأميركيين عن قلقهم منه أكثر من حماسهم تجاهه، مقارنة بنسبة 37% فقط عام 2021 قبل ظهور أدوات مثل ChatGPT. ورغم ذلك، لا يزال ربع الأميركيين يرون أن فوائده “مرتفعة”، خصوصًا من ناحية تعزيز الكفاءة.
لكن في المقابل، يخشى كثيرون من أن يؤدي الاعتماد على هذه التكنولوجيا إلى إضعاف المهارات الإنسانية الأساسية، إذ قال 53% إنها ستقوض الإبداع، ورأى 50% أنها ستؤثر سلبًا على قدرة الناس على بناء علاقات ذات معنى.
ومن اللافت أن أكثر من نصف الأميركيين أقروا بعدم ثقتهم بقدرتهم على التمييز بين المحتوى الذي يكتبه إنسان وذلك الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، رغم تأكيدهم أن هذا الأمر “مهم للغاية”.
الخبراء حذروا كذلك من المخاطر العاطفية والاجتماعية لهذه الأدوات، خاصة مع ملاحظة تحول بعض استخدامات الدردشة الذكية إلى أشكال من الصحبة أو الإرشاد الشخصي، وهو ما قد يترك أثرًا عميقًا على الأجيال القادمة. واعتبر أطباء وأكاديميون أن إدخال الذكاء الاصطناعي في المجالات الدينية والإبداعية والشخصية قد يغير طبيعة البشر جذريًا إذا لم تتم إدارته بحذر.