غزة بين القتال والمجاعة: كيف يتعمق الوجع وسط تداخل السياسة والأمن؟

كتب: عمران السكران

77

تتسارع الأحداث على أرض قطاع غزة، حيث يشتد القتال وتتزايد معاناة المدنيين بين القصف المستمر والحصار الخانق، فيما تحوم السياسة الدولية والإقليمية فوق المشهد المأساوي، محركة ملفات التفاوض والأمن والإنسانية في آن واحد.

من إصابات الجنود الإسرائيليين في ميدان القتال إلى تصاعد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تهدد ملايين الأرواح، يظهر المشهد الحالي كلوحة معقدة تتداخل فيها مصالح سياسية وأمنية مع مأساة إنسانية لا تحتمل. في هذا التقرير، نستعرض أبرز التطورات الأخيرة، ونحلل تداعياتها على الأرض وفي أروقة السياسة، محاولةً رصد الحقيقة من بين زحمة الأحداث المتلاحقة.

وصلت السفينة “حنظلة” إلى ميناء أسدود، حيث خضع النشطاء الذين كانوا على متنها للاستجواب من قبل السلطات الإسرائيلية، وتم تسليمهم لاحقًا إلى الشرطة، وفقًا لما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، حكمت المحاكم الإسرائيلية بسجن ثلاثة من جنود لواء ناحال بسبب رفضهم الانضمام إلى القتال في قطاع غزة، ما يعكس الانقسامات المتزايدة داخل الجيش الإسرائيلي.

وعلى صعيد التفاوض، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الوزير ديرمر، الذي عُين رئيسًا لفريق التفاوض، يعارض صفقة تبادل الأسرى كليًا، حسب تصريحات والد أحد الأسرى المحتجزين في غزة.

مع ذلك، تواصل الحكومة الإسرائيلية مباحثاتها مع الوسطاء وتجرى اتصالات مستمرة بين فريق التفاوض والجهات السياسية والأمنية.

وفي غزة، يشهد الوضع الإنساني تدهورًا مأساويًا، حسب ما أفاد به المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حديثه لقناة الجزيرة، مؤكداً ضرورة فتح المعابر لتدفق المساعدات الإنسانية العاجلة.

ومن جانب آخر، أدرجت هولندا إسرائيل لأول مرة في قائمتها للدول التي تشكل تهديدًا للأمن الوطني الهولندي، حسب بيان الوكالة الوطنية للأمن في هولندا، وهو ما يعكس تصاعد المخاوف الدولية تجاه سياسات إسرائيل الأمنية.

وفي تحليل عسكري إسرائيلي نشرته صحيفة “التلغراف”، رأى رئيس التخطيط الاستراتيجي السابق بالجيش الإسرائيلي أن استمرار العمليات في غزة لم يعد ضروريًا، وأن استمرار الحرب مرتبط بالمصالح السياسية لإطالة أمدها.

وأكد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن رئيس الوزراء نتنياهو يحتاج لاستمرار الحرب للحفاظ على سلطته السياسية.

أما على الأرض، فقد شهد جنوب قطاع غزة اشتباكات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين، تخللتها إصابات متعددة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.

وأفادت المصادر الإسرائيلية بإصابة ما لا يقل عن خمسة جنود من وحدة الاستطلاع في حدث أمني بخان يونس، بينهم قائد الوحدة، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات إسرائيلية، حيث وصفت حالة ثلاثة منهم بالحرجة.

أما في الجانب الصحي، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 88 شخصًا وإصابة 374 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما ارتفع إجمالي ضحايا العدوان إلى 59,821 شهيدًا و144,851 مصابًا منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 .

وفي تطور مقلق، استشهد عدد من المدنيين الفلسطينيين بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم سيدة تبلغ من العمر 38 عامًا، ومواطن يبلغ من العمر 46 عامًا، ما يؤكد تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بحسب مصدر في مستشفى الشفاء.

دوليًا، أعربت الحكومة الألمانية عبر المستشار ميرتس عن قلقها البالغ من الكارثة الإنسانية في غزة، داعيًا إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة وآمنة للمدنيين، في حين أكدت منظمات دولية مثل “أطباء بلا حدود” و”اليونيسف” و”برنامج الأغذية العالمي” على ضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل لوقف المجاعة وفتح الممرات الإنسانية .

في مواقف رسمية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو استمرار القتال في غزة مع مواصلة المفاوضات من أجل إعادة المخطوفين، مشددًا على تحقيق الهدف المتمثل في تدمير حركة حماس، ومعلنًا السماح بإدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية مع رفضه ما وصفه بـ”أكاذيب” الأمم المتحدة بشأن المساعدات.

قد يعجبك ايضا