ابتكار أول كائن حي يمكن التحكم به عن بُعد!

38

العقبة اليوم الإخباري- تمكّن فريق من العلماء في معهد بكين للتكنولوجيا من تطوير أول نحلة “سايبورغ” في العالم (مزيجًا من كائن حي وتقنية صناعية)، وذلك باستخدام جهاز تحكم عقلي فائق الخفة يزن 74 مليغرامًا فقط، يمكن تثبيته على ظهر النحلة والتواصل مع دماغها.

ويستند هذا الإنجاز العلمي المثير إلى قدرة النحل الطبيعي على حمل أوزان تقارب 80% من كتلتها أثناء نقل الرحيق لمسافات طويلة تصل إلى 5 كيلومترات، مما يجعل الجهاز خفيفًا بما يكفي لتركبه دون التأثير على حركة النحلة.

ويُزرع الجهاز في النحلة من خلال ثلاثة إبر دقيقة تصل إلى دماغها، ويستخدم نبضات كهربائية منخفضة الشدة لتوجيه حركتها، مثل الدوران إلى اليمين أو اليسار أو التقدّم أو الرجوع، حسب الحاجة. ووفقًا للبروفيسور تشاو جيليانغ، فإن النحل استجاب للتعليمات في 90% من الاختبارات التي أجراها الفريق.

وفي دراسة علمية محكمة، كتب تشاو: “الروبوتات المعتمدة على الحشرات ترث قدرات حركية وتمويهية وتكيّفية بيئية متفوّقة من الكائنات البيولوجية، مما يجعلها أكثر كفاءة من البدائل الصناعية، خاصة في مهام الاستطلاع السرية، مثل القتال الحضري، ومكافحة الإرهاب، وتتبع المخدرات، وعمليات الإغاثة أثناء الكوارث”.

واستخدم الباحثون دوائر إلكترونية مطبوعة على أغشية بوليمر خفيفة ومرنة تشبه أجنحة الحشرات، ما أتاح تركيب عدد كبير من الرقائق الدقيقة دون التأثير على الأداء. إلا أن التحديات لا تزال قائمة، حيث تتطلب النحلات حالياً وصلاً سلكياً مباشرًا بالجهاز، بسبب ثقل البطاريات الحالية التي تزن نحو 600 مليغرام، وهو وزن يفوق قدرة الحشرات على الحمل. كما أشار الفريق إلى أن بعض الحشرات لم تستجب للأوامر في سيقانها أو بطونها.

ويُعد هذا التطوير خطوة مهمة في مجال الروبوتات الحيوية، التي تدمج بين الكائنات الحية والتقنيات الذكية لأغراض أمنية وإنسانية.

قد يعجبك ايضا