العالم تحت ضغط التصعيد… تصدّعات إقليمية وكارثة إنسانية في غزة

كتب: عمران السكران

66
إسرائيل وسوريا... تصعيد وخطوط نار جديدة.
إسرائيل وسوريا… تصعيد وخطوط نار جديدة.

يشهد العالم تصعيدًا غير مسبوق في عدد من الملفات الساخنة، وعلى رأسها الوضع الميداني والإنساني في قطاع غزة، والتوترات المتزايدة في سوريا، وتطورات دبلوماسية وعسكرية تنذر بإعادة تشكيل ملامح التوازنات الدولية.

 

غزة: الموت جوعًا وتحت القصف
تتواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، موقعًا عشرات الشهداء يوميًا، وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 59,000 منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 134 شهيدًا خلال الساعات الـ24 الماضية فقط، إضافة إلى أكثر من 142,000 جريح.

وتؤكد منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 90٪ من منازل القطاع قد دُمرت أو تضررت، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من انتشار الأمراض ونفاد الوقود، وتكدس السكان في أقل من 14٪ من مساحة القطاع.

وفي مشهد يُوصف بأنه محاولة لإسكات الأصوات الطبية، اعتقلت قوات الاحتلال مدير المستشفيات الميدانية د. مروان الهمص خلال زيارته لمشفى الصليب الأحمر، ما أثار موجة إدانة محلية ودولية، ووصفت وزارة الصحة في غزة هذا الاعتقال بأنه “استهداف جبان لصوت المرضى والجوعى والمعذبين”.

 

إسرائيل وسوريا… تصعيد وخطوط نار جديدة
في الجبهة الشمالية، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن “الهجمات على السويداء ودمشق كانت لوقف مجازر الدروز”، مؤكدًا أن استراتيجية تل أبيب في سوريا تشمل الوجود العسكري في جبل الشيخ ومنطقة الحزام الأمني، و”حماية الدروز”.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صعّد من لهجته تجاه إسرائيل، واصفًا إياها بأنها “وحش مسعور فقد صوابه”، متهما إياها بعرقلة مشروع الاستقرار في سوريا، وبأنها تسعى لإبقاء سوريا مفككة لأن وحدتها لا تصبّ في مصلحتها.

أما المبعوث الأمريكي إلى سوريا، فقد أدلى بتصريحات لافتة لوكالة أسوشيتد برس، أقر فيها بأن إسرائيل “تفضل سوريا مجزأة على دولة موحدة قوية”، مضيفًا أن التدخل الإسرائيلي “يخلق فصلاً آخر مربكًا للغاية وجاء في وقت سيء”.
وشدد على أن واشنطن لا تتحمل مسؤولية ما تعتبره إسرائيل دفاعًا عن النفس، وأنه لم يُطلب من الولايات المتحدة المشاركة في تلك الضربات، وأن وقف إطلاق النار الأخير يقتصر فقط على السويداء.

وفي دلالة على انسداد الأفق السياسي، أكد المبعوث ذاته أنه “لا توجد خطة بديلة للعمل مع السلطات السورية الحالية لتوحيد البلاد”، ما يعكس حجم الجمود والتعقيد في الملف السوري.

 

الغرب: تحرّكات سياسية وتحذيرات نووية
في الملف الإيراني، حذّرت الخارجية الألمانية من أن عدم التوصل لاتفاق بشأن النووي الإيراني قبل نهاية أغسطس سيدفع باتجاه تفعيل “آلية الزناد”، مؤكدة على استمرار الجهود الدبلوماسية مع فرنسا وبريطانيا.

تركيا وصفقة تسليح محتملة
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن تركيا قد تعلن هذا الأسبوع عن صفقة كبرى لشراء طائرات مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون” يصل عددها إلى 40 طائرة، في تطور يعزز موقع أنقرة العسكري وسط المشهد الإقليمي المتقلب.

 

روسيا وأمريكا: لقاء قيد التحضير
وفي مؤشر إلى انفتاح محتمل في العلاقات الدولية، أعلن الكرملين أن هناك احتمالًا لعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في بكين خلال سبتمبر، إذا ما تمّت زيارة الأخير للصين.

ردود أوروبية متصاعدة على مجازر غزة
وفي أوروبا، طالبت الخارجية الألمانية ورئيس الوزراء الاسكتلندي بتحقيق دولي ووقف عاجل لإطلاق النار في غزة، مدينين استهداف المدنيين خلال محاولاتهم الوصول إلى المساعدات الإنسانية، ومؤكدين أن ما يحدث “غير مقبول تمامًا”.

وفي سابقة قضائية، أعلنت مؤسسة هند رجب أن الشرطة البلجيكية اعتقلت جنديين إسرائيليين للتحقيق معهما في جرائم حرب محتملة في غزة، قبل أن تطلق سراحهما لاحقًا، مع استمرار التحقيق الجنائي.

 

خلاصة المشهد
العالم يقف على حافة انفجار متعدد الجبهات: كارثة إنسانية تتفاقم في غزة، وتصعيد إسرائيلي في سوريا، وتوترات نووية في الملف الإيراني، وسط انعدام حلول سياسية حقيقية، أما المواقف الدولية، فتتأرجح بين بيانات القلق وصفقات السلاح، في وقت يتراجع فيه الأمل بوقف قريب لهذه الانهيارات المتسارعة.

قد يعجبك ايضا