شوارع القهوة بلا رصيف .. فمن سرقنا من أنفسنا

عمران السكران

47

من سرقنا من أنفسنا؟!!

أصبحنا غرباء في غابة أذهاننا .. خمس دقائق تأمل؟ مستحيل! ذهني يتشوق لمعرفة إذا كان فلان علّق على منشوري التافه! السير في الطريق؟ فرصة ذهبية لسماع بودكاست أو مشاهدة ريلز عن “كيف تسير بشكل صحيح”! حتى لحظة الذهاب إلى… (دورة المياه) – آخر معاقل الخصوصية – صارت فرصة لتصفح تيك توك! يا لوقاحة السرقة!

زحمة بلا حياة!

صرنا منشغلين لدرجة أننا نُهدر عمرنا في محاولة عيش الحياة، دون أن نجد وقتًا فعليًا لنستمتع بها. وكأن الحياة تحولت إلى مهمة طويلة نؤديها دون استراحة، لا لنعيشها، بل لنلحق بها قبل أن تفلت منّا.

زحمة الدوام

في شوارع عمّان، تزحف السيارات كأن المدينة تتنفس ببطء، وأنت تحدق في الساعة بقلق، محاصر بين زوامير مستعجلة وواقع لا يتحرك… تحاول تلحق الدوام، لكن الزحمة قررت تبدأ دوامها قبلك.

مغامرة بلا رصيف

في شوارع عمّان، المشي من “الدستور” إلى “الرأي” يحتاج أكثر من رأي… يحتاج معجزة، لأن الرصيف – إن وُجد – غالبًا مشغول بسيارة مركونة، أو عمود كهربا، أو حفرة تاريخية… فتمشي على الشارع وتبدأ تتساءل: أنا ماشي ولا بمهمة انتحارية.

صينية قهوة!!!

لو سقط حجر في شوارع عمّان، سيصطدم أولًا بصينية قهوة يُلوّح بها شاب يرتدي قبعة كشكول! … مشهد يتكرر كل 10 أمتار: نفس الابتسامة المُكلفة، نفس حركة الأذرع (كمن ينثر حبوبًا للحمام)، ونفس الأكواب التي تحمل شعاراتٍ تُذكّرك بأنك تشرب تجربة فريدة في مكانٍ لا يختلف عن جاره إلا بكمية السكر؟!!!

قد يعجبك ايضا