بانت الأضلاع ..ونحن نكسّر صحون المائدة!

عبدالحافظ الهروط

131

لمع في ذهني هذا العنوان، بعد حركشة بالزميل العاق باسل الرفايعة، وفيها “شحدت” منه مقالاً، لأنشره في “العقبة اليوم”.
جاء رده بعد ضحكة تهكم، أتبعها بـ” العقبة اليوم؟ ليش علامه ذيبان اليوم”
وأكمل “شو أكتب لك، سياسة سقفه عالي، ما بدي ابلشك، بس ابشر في أقرب كتابة عاطفية عن البلاد أنا حاضر”.
انتهى الحديث بيننا، لأحاول ما استطعت الكتابة عن الصور التي تغمر وسائل إعلام العالم وتظهر فيها أضلاع أطفال غزة، وكأنهم هكذا خُلقوا، وليس لهم جلد ولا جسد يستر هذا الهزال الذي تقشعر له الأبدان!!.
تدمرت غزة على ساكنيها، واحترق شعبها بعد أن تعرض لسلاح الدمار الشامل، فكانت اسطوانة “الإبادة الجماعية” للبشر والشجر والحجر، ملاذاً للتعبير عن عجز العالم، بأسره، أمام النارية الصهيونية، فيما العجز العربي والإسلامي، الأكبر، يلوذ بالكذب ويقول”أوقفوا الحرب”!، و” على بال مين ياللي ترقص بالعتمة”؟!.
غزة منذ اليوم الذي وصف به ساسة إسرائيل، الشعب الغزي بـ ” الحيوانات والحشرات” وأنه يجب أن يُقتل، وقبل أن يلقى حتفه، عليه أن يجوع، ولن يجد في العالم دولة تسعفه بالرغيف وحبة الدواء، كانت غزة، فعلاً قد وُضِعت في المحرقة.
لا الاستغاثة التي تلفظها الأمهات والآباء منذ بداية الحرب، بمد يد المساعدة لإطعام الأطفال، حيث تتواصل صورهم بأفواههم الفارغة من كسرة الخبز ، وإلى أن بانت أضلاعهم من وراء جلودهم التي تلاشت عن اجسادهم، فيما ينعم العالم العربي بالخيرات والخيبات، حتى أننا في هذا العالم ، لم نبت ليلة، إلا وكنا في دعوة لحضور وليمة ، فإذا ما نهضنا عنها، انتابنا شعور بالتخمة.
ولأننا قد صرنا من أهل البطر والفسوق، وللتعبير مما نحن فيه من رفس للنعمة، وإلقائها بالحاويات!. فلم نجد إلا أن نكسّر صحون المائدة، وذلك أضعف الإيمان!.

قد يعجبك ايضا