“ممالك قوم لوط الأردنية” .. كتاب جديد للدكتور أحمد العبادي  

3

أنهى المؤرخ والمفكر الأردني د . أحمد عويدي العبادي (أبو البشر ونمي) اللمسات الأخيرة على كتابه الجديد والفريد من نوعه بعنوان:
«ممالك قوم لوط الأردنية من 4000 ق.م إلى 1600 ق.م: دراسة تحليلية»،
وهو عمل علمي غير مسبوق يعيد قراءة قصة قوم لوط عليه السلام قراءة شاملة ومعمقة، تمزج بين معطيات علم الآثار، والجغرافيا، والنصوص القرآنية والتوراتية، والتحليل الاجتماعي والسياسي للممالك والشعوب الأردنية القديمة، مثل ممالك أدوم ومؤاب وعمون وبيريا وباشان.
يكشف الكتاب أن قوم لوط لم يكونوا جماعة غريبة أو منعزلة، بل كانوا قبائل أردنية ثمودية الأصل، جاءوا من بلاد ثمود الأردنية شمال جزيرة العرب، ثم استقروا في تليلات الغسول ضمن مملكة بيريا الأردنية، التي كانت عاصمتها السلط المحروسة، ومن هناك، انتقلوا تدريجيًا إلى سهول غور الأردن الخصبة، حيث تحولت تجمعاتهم العشائرية إلى خمس ممالك، نشأت وتطورت مع مرور الزمن.
ويسلط المؤلف الضوء على طبيعة تلك المجتمعات، وتطورها العمراني، وتحولاتها الاجتماعية، مشيرًا إلى الانحراف الأخلاقي الذي استشرى في بعض تلك الممالك، وكيف تصدى النبي لوط عليه السلام لهذا الانحراف بدعوة قومه إلى الهداية والصلاح والعودة إلى الفطرة السليمة، لكن دعوته قوبلت بالرفض والعناد، واستمرت بعض هذه المجتمعات في غيها حتى استحقّت العذاب الإلهي.
ويبيّن الدكتور العبادي أن الممالك الخمس كانت: سدوم وعمورة—وهما اللتان بلغ فيهما الانحراف الأخلاقي ذروته حتى حلّ بهما العقاب الإلهي—في مقابل ثلاث ممالك أخرى هي: أدمة، وصبوئيم، وصُفار، التي لم تمارس ذلك الانحراف فاستثناها الله تعالى من الهلاك.
وفي هذا السياق، يقدّم المؤلف عددًا من نظرياته الفكرية والاجتماعية الجديدة التي تسعى إلى تفسير نشوء وازدهار وسقوط الحضارات، ومنها: نظرية الحضارات الفانية، ونظرية علم الاجتماع القرآني، وهما نظريتان تسهمان في تقديم قراءة جديدة ومختلفة للتاريخ الإنساني، وتفسير العديد من الوقائع الغامضة والمختلف عليها، سواء في سياق قصة قوم لوط أو فيما يتعلق بتطور الممالك الأردنية القديمة.
كما يسهم الكتاب في حل العديد من الإشكاليات التاريخية المتعلقة بموقع قوم لوط وهويتهم الحضارية والعشائرية، مؤكدًا بالدليل العلمي والجغرافي أن مدنهم وممالكهم كانت قائمة في غور الأردن وحوض البحر الميت، في قلب واحد من أقدم وأهم طرق القوافل التجارية عبر العصور.
ويمثل هذا العمل إضافة نوعية للمكتبة الأردنية والعربية والعالمية، حيث يجمع بين التحليل للنص القرآني الكريم، والمعطيات الأثرية، والدراسات الاجتماعية والحضارية، ليعيد الاعتبار إلى التاريخ الأردني القديم بوصفه جزءًا أصيلًا من تاريخ الإنسانية ومسيرة الحضارة.

قد يعجبك ايضا