الأزمة في غزة تستعر: مفاوضات متوقفة وخسائر متزايدة على الأرض

36

العقبة اليوم الإخباري– دخلت المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية أسبوعها الثاني دون إحراز تقدم يذكر، في وقت تتصاعد فيه الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ويزداد الضغط الدولي جراء الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

المصادر المقربة من التفاوض أكدت أن الهدنة المؤقتة المقترحة التي تمتد لـ60 يوماً، وتشمل إطلاقاً تدريجياً للرهائن، اصطدمت بعقبات في خريطة انسحاب القوات الإسرائيلية، حيث تطالب حماس بانسحاب كامل إلى ما قبل 7 أكتوبر، في حين تصر إسرائيل على الاحتفاظ بوجود أمني في جنوب القطاع، لا سيما منطقة رفح.

من الجانب الإسرائيلي، كشفت صحيفة يدعوت أحرنوت عن اتفاق ضمني بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، منح نتنياهو بموجبه أسبوعاً إضافياً لاستكمال صفقة تبادل الرهائن، وسط إرهاق واضح لترمب من استمرار الحرب. كما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن نتنياهو بدا مصمماً على المضي قدماً في الصفقة خلال اجتماع أمني.

في المقابل، يُظهر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن الجيش يواجه أزمة حادة في القوى البشرية، مع نقص يحتاج لتعويضه بعشرات آلاف الجنود، بينما يعبر غالبية الإسرائيليين عن مخاوفهم من تأثير إعفاء الحريديم على الروح الوطنية للخدمة العسكرية.

على الصعيد الإنساني، تتزايد المخاوف من كارثة متفاقمة بسبب منع إسرائيل إدخال الوقود إلى غزة، كما أكدت مديرة السياسات في منظمة أوكسفام بالشرق الأوسط في مقابلة مع قناة الجزيرة، مشددة على أن إسرائيل “لا تقدم أي مبررات لمنعنا من تقديم الدعم”، ما يفاقم أزمة الكهرباء والمياه والخدمات الحيوية في القطاع.

في الوقت نفسه، تستمر الغارات الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتحذير صارم من مستوى القتل والتدمير غير المسبوق في غزة، ودعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وفي تطور أمني جديد، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الاثنين، مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة، إثر استهداف قوة هندسية في جباليا شمال قطاع غزة، ما يعكس استمرار المعارك والاشتباكات على الأرض.

وفي إسرائيل، تصاعدت الانتقادات تجاه خطة “المدينة الإنسانية”، إذ أبلغ رئيس الأركان في جلسة أمنية أن الخطة “غير قابلة للتنفيذ ومليئة بالثغرات”، مما زاد من الضغط السياسي على حكومة نتنياهو، التي تواجه أيضاً مطالب شعبية متزايدة بإنهاء الحرب.

في ظل هذه التحديات المتشابكة، تبذل قطر ومصر والولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية مضنية لإعادة تفعيل المفاوضات وتحقيق اختراق محتمل، وسط أجواء متوترة يعاني فيها القطاع من أزمة إنسانية حادة وانعدام الوقود والدواء.

قد يعجبك ايضا