رجيم قاس غير صحي

د. حسن البراري

33

يبدو أن المنطقة مقبلة على دايت جيوسياسي صارم، ستفرض فيه قيود صارمة على الدول الضعيفة أو الهشة تدفعها إلى تقليص طموحاتها أو نفوذها وقرارها “السيادي”.

في سعيهم لإعادة رسم النظام الشرق أوسطي الجديد، سيتحمس اللاعبون الكبار على تجويع الأطراف سياسيًا واقتصاديًا وربما أمنيًا، وإبقائها في حالة رجيم دائم من الطموحات. هذا الدايت ليس خيارًا، بل فرض قهري ترسم ملامحه في مراكز القرار الكبرى.

بينما أصبحنا فعلياً على المونيو، نُشوى على نار هادئة، ما زلنا نخوض جدلاً بيزنطياً بلا طائل تقوده جوقة من أبطال السوشيال ميديا الذين يوزعون صكوك الفهم والبطولة من خلف شاشاتهم. أما الحكومات فحدث ولا حرج، فهي من جهتها تصطف كقطيع من الغنم، لا تدري من سيساق أولاً إلى الذبح، لكنها تستعد بإيمان عجيب لتقديم أضحية تلو الأخرى.

ورغم هذا المشهد التراجيدي، لا يزال بعض الحالمين يتغنون بانتصار وهمي هنا، أو سقطة لخصم هناك، غير مدركين أن الغابة بدأت تتحرك، وأن ماكبث ما زال يتأمل ظله في قصره، منتظراً موتاً حتمياً لا يراه… وربما لا يريد أن يراه.

قد يعجبك ايضا