سوريا .. 100 قتيل وسط معارك بين الدروز والبدو وتقدم القوات الحكومية

30

تشهد محافظة السويداء في جنوب سوريا تصعيداً خطيراً في الاشتباكات بين مسلحين من أبناء المحافظة وعشائر البدو، وسط تدخل القوات الحكومية التي تقدمت نحو المدينة في محاولة لاستعادة السيطرة وإعادة الاستقرار، وسط تزايد أعداد الضحايا التي تجاوزت المئة قتيل.

بدأت الاشتباكات الأحد الماضي في الريف الغربي للسويداء، وتوسعت لتشمل مناطق عدة بينها قرية المزرعة ذات الغالبية الدرزية، حيث تمكنت القوات الحكومية المدعومة بدبابات وآليات عسكرية ومئات المقاتلين من السيطرة على القرية، متجهة نحو مركز المحافظة.

وأفاد الناطق باسم حركة رجال الكرامة، أحد أبرز الفصائل المسلحة الدرزية، وكالة فرانس برس، بوجود مفاوضات جارية في محافظة السويداء بين السلطات السورية وممثلين عن الدروز في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار عقب الاشتباكات الدامية.
وقال باسم فخر: “هناك مفاوضات للوصول إلى ووقف لإطلاق النار وحل بين وجهاء مدينة السويداء ومندوبين ممثلين عن الأمن العام ووزارة الدفاع”.

فيما أفاد مراسل وكالة فرانس برس برؤية انتشار قوات وزارتي الدفاع والداخلية في المزرعة في ظل المعارك الدائرة.

في تصريحات رسمية، أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة على ضرورة حماية المدنيين والممتلكات، محذراً من أن “كل تقصير وسهو سيسجل ويحاسب عليه”، داعياً الجيش إلى أن يكون “عوناً لكل محتاج ويعمل على إعادة الاستقرار”.

وفيما قالت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز في سوريا في بيان إنها طلبت من البداية وقف إطلاق النار والتهدئة، مشددة على رفضها لأي فصائل خارجة عن القانون، ومؤكدة دعمها لسيادة القانون.

أما وزارة الداخلية السورية فأكدت دخول قوات الأمن إلى السويداء في إطار مهمتها الوطنية لضبط الأمن ووقف إراقة الدماء، مع التشديد على حيادها وعدم الانحياز لأي طرف، وتركيزها على حماية المدنيين.

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية أن ثلاثة غارات جوية إسرائيلية استهدفت بلدتي المزرعة وكناكر في ريف السويداء، في تصعيد إضافي للأحداث، في وقت حذرت فيه إسرائيل من أي تهديد عسكري في جنوب سوريا وأكدت ضربها دبابات سورية في منطقة قرية سميع بمحافظة السويداء، مع تحذير صريح للنظام السوري بعدم استهداف الأقلية الدرزية التي تعتبرها إسرائيل تحت حمايتها.

أعداد القتلى من الجانبين في تصاعد مستمر، حيث أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى بلغت 99 شخصاً، منهم 60 درزياً معظمهم من المقاتلين، إضافة إلى امرأتين وطفلين، و18 من عشائر البدو، و14 من قوات الأمن السورية، و7 مسلحين مجهولي الهوية.

كما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني مقتل 18 جندياً سورياً خلال الهجمات التي وصفها بـ”الغادرة” من مجموعات مسلحة خارجة عن القانون.

أما وزير الداخلية أنس خطاب فقد أكد عبر حسابه في “إكس” أن “غياب مؤسسات الدولة، وخصوصاً العسكرية والأمنية منها، هو السبب الرئيسي في توترات السويداء المستمرة”، داعياً إلى فرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات لضمان السلم الأهلي.

من جهته، طالب المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية نور الدين البابا في مقابلة تلفزيونية بـ”نزع سلاح كل المجموعات المسلحة المنفلتة والخارجة عن القانون” لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي تطورات جديدة، قال وزير الإعلام السوري في مقابلة مع قناة الجزيرة إن “عدم القدرة على ضبط الأوضاع الأمنية في السويداء أدى إلى ما نحن فيه الآن”، معبراً عن أسفه لمتابعة “أصوات تستنجد بأطراف خارجية وتطلب حماية دولية”، مشدداً على أن “بعض الفئات في السويداء خرجت عن الإجماع الوطني” ودعاها إلى “العودة للصواب”. كما أكد أن “معظم فصائل السويداء غلبت صوت العقل والمصلحة الوطنية” رغم التوترات.

في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات، تشهد مدينة السويداء حالة من الفزع والرعب، حيث أُفرغت الشوارع من المارة وأغلقت المحال التجارية، وسط أصوات القذائف والرصاص المتواصلة على الأطراف.

وأفاد السكان المحليون، أنهم يعيشون حالة رعب كبيرة ويناشدون إيجاد حل سلمي ينهي “شلال الدم والقتال”، مؤكدين رفضهم لتسليم السلاح بدون ضمانات حقيقية بعدم تكرار سيناريو العنف في مناطق أخرى مثل الساحل السوري.

كما أُبلغ عن انقطاع الطريق الدولي الذي يربط السويداء بدمشق، مع وصول تعزيزات عسكرية وأرتال كبيرة من القوات الأمنية والمسلحين إلى خطوط التماس حول المدينة، في وقت تشهد المستشفيات تدفقاً متزايداً للجرحى والمصابين.

(وكالات)

قد يعجبك ايضا