مشاكل الكلى الأكثر شيوعا لدى كبار السن والوقاية منها

13

تقوم الكليتان بعمل جبار مستمر، تصفي فيه الفضلات باستمرار وتحافظان على توازن السوائل، وقد تمر الكليتان بعوارض صحية لا يتم ملاحظتها إلا بعد أن تتفاقم، خاصة مع التقدم في السن.

يمكن أن يتراجع أداء الكلى بشكل طبيعي مع مرور الوقت، مثل العديد من وظائف الجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة ببعض الأمراض.

ويكمن التحدي في تطورها الصامت في كثير من الأحيان، فعادةً ما تتطور المشاكل ببطء ودون أعراض واضحة، مما يسهل تجاهلها حتى تتفاقم.

فما أكثر مشاكل الكلى شيوعًا لدى كبار السن؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟

سلطت فيونا لاود، مديرة السياسات في مؤسسة رعاية الكلى في المملكة المتحدة (Kidney Care UK)، الضوء على 3 مشاكل شائعة في الكلى تصيب كبار السن بشكل متكرر:

مرض الكلى المزمن

رغم إمكانية حدوثه في أي عمر، فإنه أكثر شيوعًا بين من تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وفقًا لموقع رعاية الكلى في المملكة المتحدة.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن وظائف الكلى تميل إلى التراجع مع التقدم في السن. ويعد هذا التراجع جزءًا طبيعيًا من عملية الشيخوخة، وقد يختلف معدل التراجع من شخص لآخر.

توضح فيونا لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية:
“تصفي الكلى دمك كل دقيقة من اليوم، وتساعد في تنظيم ضغط الدم، ودعم صحة العظام، وتكوين خلايا الدم الحمراء، ولكن وظائف الكلى، مثل معظم وظائف الجسم، تتراجع تدريجيًا مع تقدمنا في السن”.

يعد داء السكري وارتفاع ضغط الدم من أكثر الأسباب شيوعًا لمرض الكلى المزمن.

تقول فيونا:
“إذا كنت تعاني من أي من هاتين الحالتين، فمع مرور الوقت، يمكن أن يُسبب ذلك ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية في كليتيك، مما قد يؤثر سلبًا على وظائف الكلى”.

يتطور مرض الكلى المزمن عبر خمس مراحل، ولكن قد يكون من الصعب اكتشافه مبكرًا لأنه غالبًا لا يُسبب أعراضًا ملحوظة.

تشير فيونا إلى أن “مرض الكلى يُوصَف غالبًا بأنه حالة هادئة، لأن أعراضه غالبًا ما تكون غير محددة في مراحله المبكرة. ومع ذلك، تشمل الأعراض الشائعة التي تظهر لاحقًا: التعب، وضيق التنفس، وهي أعراض قد تظهر بسبب حالات أخرى أيضًا”.

وتشمل الأعراض الأخرى لمرض الكلى المزمن (عادة ما تظهر خلال المراحل المتقدمة):
فقدان الوزن، ضعف الشهية، تورم الكاحلين أو القدمين أو اليدين، انتفاخ الوجه، وجود دم في البول، زيادة الحاجة للتبول (خاصة في الليل)، صعوبة النوم، حكة الجلد، تشنجات العضلات أو ضعفها، الشعور بالغثيان أو الصداع.


إصابة الكلى الحادة

تقول فيونا:
“كبار السن أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة والحادة على حد سواء. إصابة الكلى الحادة هي عندما تنخفض وظائف الكلى بسرعة كبيرة، ويمكن أن يحدث هذا لأي شخص، لكنها أكثر شيوعًا لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الرضع والأطفال الصغار، أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وعادةً ما تكون مصحوبة بمضاعفات أخرى”.

على سبيل المثال، قد تؤدي التهابات المسالك البولية المستمرة، أو الاضطرابات أو العدوى المعوية الحادة، إلى إصابة كلوية حادة.


الاستخدام الطويل الأمد لبعض الأدوية

تضيف فيونا:
“قد يكون للاستخدام الطويل الأمد جدًا لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، تأثير سلبي على كليتيك”.

وفقًا للمؤسسة الوطنية للكلى في الولايات المتحدة، يمكن أن تكون الجرعات العالية من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ضارة بالكلى. وينص موقع المؤسسة الإلكتروني على أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من ضعف وظائف الكلى، أو أمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، تجنب استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلا تحت إشراف الطبيب.


كيف تحافظ على كليتيك؟

حافظ على رطوبة جسمك

يساعد شرب الماء الكلى في التخلص من الفضلات، ويمنع تكوّن البلورات والحصوات الضارة التي قد تؤدي إلى مشاكل في الكلى.

تقول فيونا:
“حافظ على رطوبة جسمك جيدًا، وانتبه إلى لون بولك”.

يدل لون البول الداكن على عدم شرب كمية كافية من الماء، وإذا كان لونه فاتحًا، فهذا مؤشر جيد.


افحص كليتيك سنويًا

تضيف فيونا:
“إذا كنت مصابًا بداء السكري، أو كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فيجب عليك إجراء فحص كلى سنوي. ولكن حتى لو لم تكن مصابًا بهذه الأمراض، وكنت قلقًا بشأن صحة كليتيك، يمكنك زيارة طبيبك العام وطلب إجراء فحوصات”.


تحدث إلى طبيبك بشأن الأدوية

تقول فيونا:
“بالإضافة إلى الأدوية غير الستيرويدية، هناك بعض المضادات الحيوية التي تكون أقل ضررًا على الكلى، لذلك يجب على مرضى الفشل الكلوي المزمن مراجعة أطبائهم للتأكد من أن الأدوية الموصوفة مناسبة لهم”.

المصدر: إندبندنت
قد يعجبك ايضا