جمود مفاوضات الدوحة: إسرائيل تشترط عازلاً وواشنطن تُرجئ الانسحاب
تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة محادثات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية ومصرية وبمتابعة أميركية غير مباشرة، وسط مؤشرات على جمود جزئي في التقدم نحو اتفاق شامل، خصوصًا فيما يتعلق بملف انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وبحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية اليوم الجمعة عن مسؤولين إسرائيليين، فإن آخر 24 ساعة من المحادثات لم تشهد أي تقدم يُذكر، مشيرة إلى أن السبب الرئيس يعود إلى الخلافات الجوهرية حول خرائط انسحاب الجيش من القطاع، لاسيما من منطقة رفح الجنوبية.
وفي الوقت نفسه، أكد موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر رسمية في الإدارة الأميركية أن الوفد الإسرائيلي لا يزال في الدوحة، في حين أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لم يتوجه بعد إلى المنطقة، ما يعكس أن دور واشنطن لا يزال في إطار التنسيق البعيد، دون انخراط مباشر في طاولة الحوار حتى هذه اللحظة.
شروط إسرائيل وموقف واشنطن
أفادت “أكسيوس” أن إسرائيل ما تزال تتمسك بإقامة منطقة عازلة داخل القطاع، تمتد بعمق 2 إلى 3 كيلومترات في محيط رفح، وبعرض 1 إلى 2 كيلومتر على طول باقي حدود القطاع، وهو مطلب تعتبره حماس ومصر غير مقبول كونه يعزز من تقطيع أوصال غزة ويفرض واقعًا أمنيًا طويل الأمد يخالف مفهوم “الهدنة الشاملة”.
وفي المقابل، تسعى الإدارة الأميركية إلى تقليص فجوة الخلافات عبر طرح مقترحات مرحلية، ووفق “أكسيوس”، فإن واشنطن دعت الأطراف إلى التركيز حاليًا على قضيتي قائمة الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، مؤجلة النقاش حول مسألة الانسحاب العسكري الإسرائيلي إلى ما بعد التوصل إلى اتفاقات تفصيلية أولية.
وأكدت مصادر أميركية للموقع ذاته أن المقترح الأميركي يتضمن أن الانسحاب من غزة لن يُبحث في المرحلة الحالية، إلا بعد التوافق على ملفات الأسرى والمساعدات، وهي نقطة تثير تحفظات لدى الفصائل الفلسطينية التي تطالب بضمانات واضحة لوقف العدوان ورفع الحصار وإعادة الإعمار.
دمار واسع وتحذيرات إنسانية
في السياق الإنساني، حذّرت وكالة “الأونروا” في تصريح لقناة “الحدث” اليوم، من أن الجيش الإسرائيلي لم يترك في رفح أي مبنى قائمًا، مشيرة إلى أن تقديراتها تفيد بأن نحو 10% من سكان غزة سقطوا بين قتيل وجريح منذ بداية الحرب، ما يضع مسؤولية قانونية وأخلاقية على المجتمع الدولي للتدخل ووقف التصعيد.
استمرار المحادثات وسط الضبابية
رغم الجمود الظاهر في الساعات الأخيرة، أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن المحادثات في الدوحة ستُستأنف يوم السبت، مما يشير إلى وجود رغبة دولية في استمرار المساعي وعدم انهيار التفاوض، رغم التحديات الكبيرة التي تعيق الوصول إلى حل متكامل.
دمار واسع وتحذيرات إنسانية
في السياق الإنساني، حذّرت وكالة “الأونروا” في تصريح لقناة “الحدث” اليوم، من أن الجيش الإسرائيلي لم يترك في رفح أي مبنى قائمًا، مشيرة إلى أن تقديراتها تفيد بأن نحو 10% من سكان غزة سقطوا بين قتيل وجريح منذ بداية الحرب، ما يضع مسؤولية قانونية وأخلاقية على المجتمع الدولي للتدخل ووقف التصعيد.
يمكن القول إن المفاوضات في الدوحة دخلت مرحلة دقيقة من التباطؤ التكتيكي، حيث تحاول الأطراف تدوير الزوايا وتقديم تنازلات جزئية دون الخوض في النقاط الشائكة الكبرى، وعلى رأسها مستقبل الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة وحدود المناطق العازلة.
يبقى دخول المبعوث الأميركي إلى الدوحة خلال الساعات أو الأيام المقبلة عاملاً محوريًا قد يسهم في إعادة الزخم للمحادثات، في حال استطاع كسر الجمود حول ملف الانسحاب العسكري، وتقديم ضمانات حقيقية للأطراف المعنية، بما فيها السكان المدنيون المنكوبون في غزة.
(وكالات)