الشيخوخة بلا التهابات.. بحث ثوري يقلب مفاهيم الطب المرتبطة بالعمر

78

خاص – العقبة اليوم الإخباري

في اكتشاف علمي قد يعيد رسم فهمنا للشيخوخة، أظهرت دراسة حديثة على نوعين من حيوانات الليمور أن التقدم في السن لا يعني بالضرورة تراكم الالتهابات المزمنة، في ظاهرة تُعرف طبياً باسم (الالتهاب المصاحب للشيخوخ ) والتي طالما اعتُبرت سمة ملازمة للتقدم في العمر عند البشر والرئيسيات.
الدراسة، التي قادتها العالمة إلين غيفارا من جامعة ديوك، كشفت أن ليمور الذيل الحلقي وليمور السيفاكا لا يُظهران أي علامات التهابية مزمنة مع التقدم في العمر، بل على العكس، لوحظ لدى بعضها انخفاض طفيف في مؤشرات الالتهاب.
وقالت غيفارا: “على خلاف توقعاتنا، لم يظهر أي من النوعين تغيّراً مرتبطاً بالعمر في مؤشرات الإجهاد التأكسدي أو الالتهاب. بل إن ليمور الذيل الحلقي أظهر تراجعاً طفيفاً في الالتهاب مع التقدم في العمر”.
وتضيف البروفيسورة كريستين دريا، الباحثة المشاركة في الدراسة: “هذه النتائج تفند الفرضية القائلة بأن الالتهاب المزمن حتمي لدى الرئيسيات، وقد تشير إلى أن ما نعتبره طبيعياً لدى البشر قد يكون نتيجة لعوامل بيئية أكثر من كونه أمراً بيولوجياً محتوماً”.
يُشار إلى أن الالتهاب المزمن المرتبط بالعمر يلعب دوراً محورياً في عدد من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان والتهاب المفاصل، وتُعد السيطرة عليه مفتاحاً لتحسين جودة الحياة لدى كبار السن.
واعتمد الفريق في قياس الإجهاد التأكسدي والالتهاب على عينات بول، جمعت من مركز ديوك للّيمورات، حيث تجري الأبحاث دون أي ضرر للحيوانات. وتشير غيفارا إلى أن المرحلة التالية من البحث ستُركز على دراسة ليمورات تعيش في البرية، لتحديد ما إذا كانت العوامل البيئية هي التي تحدد الفارق في الالتهاب مع التقدم في السن.
وتقول: “من المهم أن نُدرك أن الشيخوخة في بيئة محمية قد تختلف تماماً عنها في البرية، وهذا يفتح الباب لفهم العلاقة بين البيئة والصحة لدى البشر كذلك”.
ومع تزايد عدد كبار السن حول العالم، ترى الباحثة أن هذه النتائج تقدم خيطاً علمياً واعداً نحو إيجاد طرق جديدة للوقاية من أمراض الشيخوخة وتحسين حياة الإنسان في سنواته المتقدمة.

قد يعجبك ايضا