حرقة المعدة أم مشكلة أكثر خطورة؟ متى يجب فحص آلام الصدر؟

66

تشكل حرقة المعدة رد فعل غير ضار مرتبطًا بعملية الهضم، إلا أنها قد تشير أحيانًا إلى مشكلات صحية كامنة. فما هي حرقة المعدة تحديدًا؟ وما العلامات التحذيرية الرئيسية التي يجب الانتباه إليها؟

ما هي حرقة المعدة؟
تسبب حرقة المعدة ألمًا في الصدر، وتحدث بسبب ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء.

يوضح الدكتور ماثيو لونغ، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ليستر بالمملكة المتحدة، لصحيفة الإندبندنت البريطانية: “تتميز حرقة المعدة، المعروفة أيضًا باسم الارتجاع، بإحساس حارق أو ألم خلف عظمة القص، قد يمتد أحيانًا إلى الحلق. وعادةً ما تحدث بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء، وتنتج عن تهيّج حمض المعدة لبطانة المريء. وقد تشمل الأعراض الإضافية طعمًا مرًا في الفم، أو بحة في الصوت، أو سعالًا مزمنًا”.

ما الذي يسبب حرقة المعدة عادة؟
يصاب كثير من الناس بحرقة المعدة من وقت إلى آخر، وغالبًا ما يكون السبب غير واضح، لكن قد تساهم العوامل التالية في حدوثها أو تفاقمها:

  • بعض الأطعمة والمشروبات، مثل القهوة، الطماطم، الشوكولاتة، والأطعمة الدهنية أو الحارة.

  • زيادة الوزن.

  • التدخين.

  • الحمل.

  • التوتر والقلق.

  • زيادة بعض أنواع الهرمونات، مثل البروجسترون والإستروجين.

  • بعض الأدوية، مثل مسكنات الألم المضادة للالتهابات (مثل الإيبوبروفين).

  • فتق الحجاب الحاجز، عندما يتحرك جزء من المعدة إلى الصدر.

  • قرحة المعدة.

  • عدوى بكتيرية في المعدة.

يوضح لونغ: “السبب الأكثر شيوعًا لحرقة المعدة هو ارتجاع الحمض، والذي يحدث عندما تضعف أو ترتخي العضلة العاصرة المريئية السفلية -وهي حلقة عضلية في أسفل المريء- بشكل غير طبيعي”.

ويضيف: “قد ترتبط حرقة المعدة أيضًا بفتق الحجاب الحاجز، حيث يندفع جزء من المعدة عبر فتحة الحجاب الحاجز التي يمر عبرها المريء، ما يسمح لحمض المعدة بالصعود إلى الأعلى”.

كيف تُعالج حرقة المعدة الخفيفة أو العرضية؟
يقول لونغ: “غالبًا ما يمكن علاج حرقة المعدة الخفيفة أو العرضية من خلال تغييرات بسيطة في نمط الحياة، مثل تناول وجبات أصغر، وتجنب الطعام في وقت متأخر من الليل، وتقليل الأطعمة الحارة أو الدهنية، وفقدان الوزن إذا لزم الأمر”.

ويمكن أن تكون العلاجات المتاحة دون وصفة طبية فعّالة أيضًا، مثل مضادات الحموضة، أو مثبطات مضخة البروتون كأوميبرازول. وإذا استمرت الأعراض، يُنصح بطلب المشورة الطبية.

حرقة المعدة أم نوبة قلبية؟
يؤكد لونغ أن الأعراض قد تتداخل: “فكلاهما قد يسبب حرقة أو ضغطًا في الصدر، ولكن غالبًا ما يكون ألم الصدر القلبي أثقل، وقد ينتشر إلى الذراعين أو الفك، ويزداد احتمال حدوثه أثناء بذل مجهود”.

إذا كان هناك أي شك، خاصة لدى الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، فمن المهم التعامل معه على أنه نوبة قلبية محتملة والاتصال بالإسعاف، إذ إن التأخير في طلب المساعدة قد يهدد حياة المريض.

حرقة المعدة المتكررة أو الشديدة
يقول لونغ إن حرقة المعدة المستمرة “قد تشير في بعض الأحيان إلى مشكلة أكثر خطورة، خاصة إذا استمرت 3 أسابيع أو أكثر، ومن بين المخاوف: مريء باريت”.

تنمو بعض خلايا المريء لدى المصابين بمريء باريت بشكل غير طبيعي، ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء، وفقًا لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية. ولهذا، فإن تجاهل الأعراض المستمرة قد يكون خطرًا.

ويؤكد لونغ أن العلامات التحذيرية تشمل:

  • صعوبة البلع.

  • احتقان الطعام في الحلق أو الصدر.

  • فقدان الوزن غير المبرر.

  • التقيؤ المستمر.

  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.

ويضيف: “عند ظهور أي من هذه الأعراض، من المهم مراجعة طبيب عام على وجه السرعة”.

متى يجب طلب المشورة الطبية بشأن حرقة المعدة؟
ينصح لونغ بالتحدث إلى الطبيب إذا استمرت حرقة المعدة في معظم الأيام لأكثر من 3 أسابيع.

ويوصي بطلب العناية الطبية العاجلة فيقول: “إذا شعرت بألم في الصدر، فقد يكون ناجمًا عن مشكلة قلبية، خاصة إذا كان مفاجئًا، أو شديدًا، أو مصحوبًا بتعرّق، أو ضيق في التنفس، أو ألم في الذراع أو الفك”.

ويتفق مع هذا الرأي الدكتور كاميرون برادي جرين، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والطبيب العام في مستشفى سانت بارثولوميو بالمملكة المتحدة، ويضيف: “يجب عليك أيضًا استشارة الطبيب بدلًا من الاعتماد على العلاجات المنزلية إذا كنت تبلغ من العمر 55 عامًا أو أكثر وتعاني من أعراض جديدة لحرقة المعدة، أو إذا لم تتحسن الأعراض باستخدام مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول أو لانسوبرازول أو بانتوبرازول”.

المصدر: الإندبندنت

قد يعجبك ايضا