الخيانة

فايز الفايز

51

يبدو أن الزحف على البطون قد بدأ يتسرب من أشخاص يبدو أن ليس لهم أي قيمة، فهناك زمرة كشفت عن وجهها البشع إذ يتأبطون أعدائهم ويقومون بالدور القذر الذي يسند لهم، فقضية جماعة الخليل هي واقعة لرسم خطة فصل مدينة الخليل عن السلطة الفلسطينية وإنشاء إمارة خاصة، حيث وقعوا وثيقة يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية.

القصة كشفتها صحيفة “وول ستريت جورنال” حيث تسلم الوثيقة وزير الاقتصاد نير بركات، الذي استضاف الموقعيّن الخونة في منزله عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، حيث طلبوا منه إحالة الوثيقة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كما ذكر التقرير أن بركات يتصرف بعلم الحكومة وبدعم حذر من نتنياهو، الذي ينتظر بفارغ الصبر أي تطورات في هذا الشأن.

تسعى الوثيقة المعنية إلى وضع جدول زمني للتوصل إلى ترتيب لائق وعادل ليحل محل اتفاقيات أوسلو، إذ قال المدعين أنها لم تجلب سوى الضرر والموت والكوارث الاقتصادية والدمار، وتتضمن الرسالة اقتراحًا بإدخال ألف عامل من الخليل الى إسرائيل لفترة تجريبية، ثم إضافة 5000 عامل إضافي لاحقًا، حيث زعموا أن بركات قال إن العدد سيرتفع إلى 50 ألف عامل.

هذه القضية يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ ولهذا تداعت زعامات الخليل حيث وقفوا وقفة مشرفة أكدوا فيها أن الخليل ستبقى عصية على نتنياهو وبركات وأن من تعاونوا مع عدوهم سيلقون ما يستحقون من الله عليهم، فتلك الزمرة يجب أن تجتث حبل الأباطيل ولا يجب السكوت عليهم، فأي دور للسلطات المتنازعة، و يجب عليهم منع التسريب الخفي الذي قد يغسل أدمغة غيرهم من ذوي اللحى ومهما كان من نزاع ما بين سلطة عباس أو حماس، سيبقى الفلسطينيون في كافة مدن الضفة حجر الأساس مهما طال الزمن فالتاريخ يعلمنا كيف بادت الإمبراطوريات السابقة.

المستغرب في هذه القضية، كيف يتجرأ فرد أو جماعة خارجة عن شعبهم ووطنهم ليدخلوا تحت عباءة العدو الإسرائيلي وهم يدركون أن ما سيفعلونه ستكون عواقبه وخيمة، فالانتهازية المتأبطة تحت عنوان أنا صاحب التغيير الذي سيغير تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيذهب إلى مزابل التاريخ وستبقى القضية الفلسطينية شاهدة على كل الخونة وهذه الحركة التي قام بها زمرة لا يتصلون حتى بالخليل، تجعلنا نضع خطاً أحمر كي نفهم كنه العلاقة المزدوجة مع عدوهم، وهذا ما يشي بأن هناك علاقات جيدة مع الاحتلال الصهيوني، أفلم يتعظوا من الاحتلال الفرنسي في الجزائر وكيف كان الاحتلال الإيطالي إذ قامت القوات الإيطالية بغزو طرابلس وبرقة وفزان وتونس، وكان هناك من العملاء الذين كانوا يعملون مع القوات الفرنسية والإيطالية.

في المقابل لا يزال الجوع يفتك بسكان غزة، مع استمرار تلك المشاريع التي تُسوق جريمة التهجير القسري وكأنها حل إنساني، فإن جهات أخرى منخرطة وداعمة لهذه المخططات فعليها مسؤولية كاملة عن الجرائم المرتكبة بحق أطفال غزة و وآبائهم وعائلاتهم، و مع ذلك فإن الشعب الفلسطيني باق ومتجذر في أرضه، ولن يتخلى عن حقوقه الثابتة حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي عن كامل الأرض الفلسطينية.

(الرأي)

قد يعجبك ايضا