بين كل الخرائط ..”الخريطة الرياضية” لا ذكر لها!!

29

بين كل الخرائط .. “الخارطة الرياضية” لا ذكر لها!!

كتب: عبدالحافظ الهروط

كل الحكومات الأردنية المتعاقبة، ولغاية اليوم، وغداً، وبعد غد، وهي تمطرنا بعناوين فضفاضة وبالهواء الطلق:  “الشباب”، “الشباب”، “الشباب”.

وكلما زاد الحديث عن الشباب، زاد حرمانهم وإقصاؤهم وضياعهم وازدادت بطالتهم، رغم بطولاتهم في هذه اللعبة وتلك، أو هذا الاختراع وتلك المبادرة!.

الأخبار بطولها وعرضها، ومن رئيس الحكومة والوزراء ورئيسي الأعيان والنواب ومن معهما أعضاء في المجلسين، إلا  وعلى ألسنتهم مصطلح  “خارطة طريق”، ولم يشاهد المواطن والشباب خارطة واحدة ترشدهم إلى مشروع أو وظيفة، إلا من حظي بسند أو مدد.

وحدها المفقودة من بين كل هذه الخرائط”، هي “الخارطة الرياضية” وهي المعنية بقطاع من قطاعات الشباب.

ورغم عدم وجود الحاضنات التي تجذبهم لممارسة هواياتهم وتصقل قدراتهم، لتعزز مواهبهم، ولم يجدوا إلا الشارع والساحات الخضراء ” التجارية”، فإن الشباب الرياضي هم وحدهم الذين كانت “خريطتهم” واضحة وضوح الشمس أمام الأردنيين وإسعادهم، سواء بعض الألعاب الفردية أو الجماعية، و آخرها، المنتخب الوطني لكرة القدم المتأهل لكأس العالم ٢٠٢٦، ويخوض منافسات كأس العرب، وقبلهما حقق وصيف آسيا.

وباستثناء مرافق وزارة الشباب التي تحتاج للصيانة، فأين هي “خارطة المرافق” تجذب الشباب من الشارع والمرافق التجارية؟!.

يقول جمهور كرة القدم: ثقتنا بالمنتخب أكبر من ثقتنا بالحكومة ومجلس النواب.

ويقولون: لو قلصت الحكومات فائض وزرائها، وفائض مجالس النواب والأعيان والشركات والمؤسسات الربحية الحكومية والهيئات المستقلة والسفارات والاستشارات، وخفضتم الامتيازات  ووجهتم رواتبهم لتشغيل ورعاية شباب الوطن في مشاريع ومرافق رياضية، لجعلوا الأردن في مصاف الدول المتقدمة التي تساعد ولا تنتظر المساعدة.

عدد كبير من لاعبي المنتخب الوطني الحالي ومن المنتخبات السابقة، لو لم يكونوا أردنيي الجنسية والهوية والهوى والانتماء، لذهبوا إلى دول النفط والغرب وتجنّسوا، ولكنهم ساروا على الجمر ، وتحلّوا بالصبر ، وتمسكوا بأُردنيتهم.. هذا هو الانتماء.

والسؤال المُر:؟لو لم يكن لدينا، وقد تأهل” النشامى ” لكأس العالم ٢٠٢٦، شباب أمثال: يزن نعيمات وموسى التعمري وعلي علوان ونزار الرشدان ويزن العرب، ورفاقهم، وغيرهم، من الذين لم يأخذوا فرصهم، كما فات على من سبقوهم، كم يحتاج الأردن إلى لاعب للتجنيس، وكم ستكون كلفتهم؟.

لا الوزراء ولا النواب ولا الأعيان ولا أصحاب القامات وأصحاب الثروات، وضعوا الأردن على  “خريطة العالم ” اجمع، إذ  سيرتفع العلم الأردني والنشيد الوطني في كأس العالم ٢٠٢٦، مثلما فعل “النشامى”، ومن قال غير ذلك من المسؤولين، فهو “خرط” ملّ منه الشباب والشيّاب، على حد سواء.

قد يعجبك ايضا