شايش النعيمي واستوديوهات الرأي
شايش النعيمي واستوديوهات الرأي
عبدالحافظ الهررط
وكأن الفنان الكبير شايش النعيمي وجد ضالته في صحيفة الرأي، بعد أن حلّ عليها ضيفاً خفيف الظل، وكنسمة راقصت سنابل حقل أيام الحصاد حيث يعشق الارض.
ولأنه الظمآن للمسلسلات البدوية التي شغفها حباً، ويشده الحنين اليها كل يوم، بعد هذه السنوات العجاف من انقطاعه عن شاشات التلفزة، فقد جاء بوحه الى الرأي، ليؤكد صدقية” الرائد الذي لا يكذب جمهوره”، الأردني والعربي، على السواء.
جئت به إلى مبنى الصحيفة على أمل أن يكون الحوار معه، متحدثاً إلى “استراحة الرأي” التي تُنشر في إحدى صفحاتها، إلا أن رئيس التحرير د.خالد الشقران، أصر على أن يكون الحديث متلفزاً، فوضعني في اختبار صعب، لم يخفف عني ما شعرت به من حرج وتردد ، سوى احترافية النعيمي الذي يلتقط أُولى حروف السؤال، فتكون الإجابة شافية كافية.
كشف شايش النعيمي عن دفائن خاصة به، وعن أمور فنية كثيرة مع زملائه الفنانين ، قائلاً “إن أُم الكروم أبكاني”، كونه كان أحد ضحايا هذا المسلسل، فهو من باع أرضه( فعلا لا تمثيلاً)، بثمن بخس، وإذ بالارض مع إنطلاق المسلسل، تباع بالملايين.
كانت تدحرجت على وجنتيه دمعة حرّى عندما قرأ النص- هكذا قال- لا لأنه هو من باع، وإنما لأن بيع الارض مستمر عند كثير من الأردنيين، والبيع لا يكون إلا لظروف تُفرض على صاحبها، وإما للهو كما أظهره مسلسل”أُم الكروم” ، للمشاهدين.
تظل نجومية شايش النعيمي، تتجسد بفهمه وثقافته وحرصه على أن يكون الفن الأردني صافياً.. فهو لا يؤمن، بالمسلسلات التي لا تترك أثراً لدى المشاهد، ولا يقبل بالأدوار الهابطة، كما يمقت كل فنان يُقلّل من قيمته لأجل أجر قلّ أو كثر على حساب الفن ورسالته.
مثلما تظل اللهجة الأردنية مسكونة على لسان النعيمي، لا اعوجاج فيها، ولا تلعثم أو تصنّع، حتى أن لغة الجسد في سكناته وحركاته، كما لو هي اللغة التي ينطق بها أو يصمت، عند مشاركته في كل مسلسل.
ظننا نحن، جيل من شاهد تلك المسلسلات التي حملت الفن الأردني، إلى العالم العربي، أن الأجيال المتلاحقة لم يعد يهمها هذا اللون من ألوان الفن، فقال “ضيف الرأي” بكل ثقة، “الفن الصادق، يظل في ذاكرة جميع الأجيال وعلى مَر العقود”، مستشهداً بالجيل الحاضر الذي صار يستخرج من بطون منصات تواصل التكنولوجيا الحديثة، ما حملته المسلسلات البدوية الأردنية، من مشاهد، لينشرها، فتنهال الإعجابات والمتابعات، كما لو هي “حيّة” تبث على الشاشة.
لا نبالغ في هذا الكلام، فقد حصدت “الرأي” من خلال إعلامها الرقمي مشاهدات لم تحصدها من قبل، ذلك أن النجم شايش النعيمي، وأمثاله من الفنانين الأردنيين، هم أبناء بيئة تراث وطنهم، وهم نجوم شاشتهم الوطنية، و”إن طال بهم السفر”، وطال الغياب، أو غُيّبوا.الرأي