(ضيف الشرف)- قطيشات: الادارة الرياضية للأندية تحتاج لمراجعة ولن أترشح لانتخابات الفيصلي

26

ضيف الشرف

قطيشات: الادارة الرياضية للأندية تحتاج لمراجعة ولن أترشح لانتخابات الفيصلي

عبدالحافظ الهروط

من شابه أباه ما ظلم، ولكن الأحلام الصغيرة التي تكبر مع أطفال الأسر البسيطة، يكتب الله سبحانه وتعالى لأصحابها القبول.

في الاحياء البعيدة عن الضجيج والثراء تولد الصداقات بين أهلها، أفراداً وجماعات، وفي هذه المناطق تظل كرة القدم الوسيلة الوحيدة التي تشبع رغباتهم وطاقاتهم.

تلك هي ايام الصبا والصفاء والوفاء بين الأصدقاء، وكلما ابتعدت بهم الأيام، مضى كل إلى غايته.

تأثر بوالده سلوكاً وهنداماً، فالزي العسكري له جاذبيته عند الصغار والكبار وخصوصاً أننا نتحدث عن شخص (الوالد) عاصر الملوك الثلاثة، الراحلين عبدالله المؤسس وطلال والحسين، فكان قريباً منهم بحكم وظيفته في الحرس الوطني والذي سمي لاحقاً الحرس الملكي.

ذهب إلى بغداد لدراسة العلوم السياسية، وعاد إلى الأردن فكان التخصص: “تربية رياضية” بالجامعة الأردنية.

التحق بـ” العسكر” بعد التخرج، ليعود إلى مجال عمله في الرياضة، ادارياً في اتحاد كرة القدم ومن ثم عضو مجلس ادارة في الفيصلي، ولكنه استقال بمحض ارادته، وعلى مضض، قبل أن ينتهي به المطاف في رابطة اللاعبين الدوليين الأردنيين.

يقول أمين عام الرابطة، المقدم المتقاعد احمد قطيشات عن مسيرته الحياتية والعملية:

•النشأة

نشأت لدى أسرة تقطن جبل الجوفة    ومدرسة الأمير الحسن بداية دراستي وقد تأثرت في بيئة عسكرية، كون والدي  ينتسب للحرس الوطني ولعهود ثلاثة،

الملك المؤسس عبدالله الأول، الملك طلال، والملك الحسين، ( في عهده سمي الحرس الملكي)،رحمهم الله جميعاً.

أسرةً يسودها الانضباط والالتزام وحسن

التعامل مع الجيران والمجتمع حيث ورثنا هذه الصفات عن الوالد الذي تحلى بالروح العسكرية وأخلاقياتها إلى جانب ما عُرف به عن الشعب الأردني من محبة وطيبة واحترام وعادات وتقاليد في ظل ديننا الحنيف، فيما شكلت عندي” هذه الروح” هوى عسكرياً، تحقق في ما بعد.

•الدراسة

أنهيت الدراسة الثانوية، والهوى يطارحني لأكون في القوات المسلحة، إلا أن الدراسة الجامعية غالبتني  من تخصص العلوم السياسية في العراق إلى  تخصص التربية الرياضية بالجامعة الأردنية، فقد كان فات عليّ فصل دراسي في التخصص الأول، وواصلت تخصصي الثاني لوجود أصدقاء لي يلعبون بالنادي  الفيصلي والأندية الأخرى.

ظلت رغبة  الالتحاق بالحرس الملكي تنازعني وتشتعل في نفسي مع  كل زيارة من الزيارات الملكية وزيارات أصحاب السمو الأمراء والأميرات للجامعة الأردنية ، حيث الجدية والهيبة والنباهة والذكاء الميداني والتعامل الحضاري مع الأشخاص وظروف مهمتهم، وانتهاء بالهندام  العسكري، والى أن سنحت الفرصة بعد تخرجي من الجامعة لالتحق بالحرس الملكي.

•تشكيل فريق كرة قدم

ورغم المسؤولية والواجبات التي تقع على كل فرد من أفراد هذا الجهاز في المجال العسكري، فقد كانت هناك رغبة بأن يكون للحرس الملكي فريق رياضي أسوة بفرق القوات المسلحة، فشكلتُ فريقاً لكرة القدم كان له شأن كبير على الساحة المحلية على الصعيد العسكري والمدني بفضل ما يضم من لاعبين معروفين رياضياً.

ولعلاقة طيبة تجمعني مع لاعبي الاندية وإداراتها، كان الانفتاح على اجراء اللقاءات والتنسيق لتنظيم البطولات، يؤتي ثماره لفريق الحرس في تنشيط اللعبة والفوز على مستوى بطولات القوات المسلحة.

هذه العلاقات توطدت بفضل المسؤولين الكبار في جهاز الحرس الملكي،  منهم المرحوم الفريق عواد سليم المساعيد، ومن رؤساء الاندية المرحوم الشيخ مصطفى العدوان.

•الانتقال إلى اتحاد كرة القدم

في  عام ٢٠٠٠، كان سمو الأمير علي تسلم رئاسة الاتحاد قبل أن يتولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، حيث كان رئيساً له، فتم استدعائي لأكون مديراً ادارياً،مع إبقائي في القوات المسلحة التي تقاعدت منها عام ٢٠٠٠ وبرتبة مقدم.

واصلت مهمتي مديراً للمنتخب الوطني ومنتخب الشباب.لمدة ١١ عاماً، ومنتخبات الفئات العمرية الاخرى، ومراكز سمو الأمير علي للواعدين، بالإضافة إلى تولي مهمات محاضر دولي بالإدارة ومستشار في الاتحاد الدولي كمنظم في الجوانب الأمنية.

على امتداد عملي في الاتحاد كانت المنتخبات الوطنية بفضل الرعاية الملكية ودعم سمو الأمير علي تحقق نتائج مشرفة عربياً وقارياً ودولياً، منها التأهل لنهائيات كاس العالم في ثلاث بطولات، غاب عنها المنتخب الأول لظروف تتعلق بنظام هذه البطولات وضعف الإمكانات والبنية التحتية في الأردن، وكاد الوصول إلى كاس العالم ٢٠١٤ أن يتحقق إلا أن منتخبنا اصطدم بمنتخب الأورجواي بالملحق.

والحمد لله، أن هذا الحلم الوطني الذي طال تحقيقه على الارض، بتأهل ” النشامى” إلى نهائيات كاس العالم ٢٠٢٦ بفضل الرعاية الملكية والدعم  من سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله وسمو الأمير علي، وجهود الجهاز الفني ومعاونيه وتفهم  اللاعبين لمسؤوليتهم الوطنية وحرصهم على تمثيلهم لوطنهم والحفاظ على سمعته، من خلال التزامهم وانضباطهم وتقديم أفضل ما لديهم من عطاء في تأدية واجباتهم وقد سخّروا كل ما لديهم من قدرات ومهارات فنية توجت بتحقيق هذه النتائج على الصعد العربية والآسيوية والعالمية.

ولا ننسى دور الأجهزة الفنية والإدارية والأندية السابقة والجماهير الأردنية التي تؤازر منتخباتنا وصولاً للمنتخب الحالي.

•المطلوب للارتقاء بالرياضات الوطنية

في ظل هذه التراكمات، فلا شك أنه على الدولة بقطاعيها الرسمي والخاص، مسؤولية في توفير المناخ الرياضي الصحيح سواء في إقامة المنشآت الرياضية والصحية،  وتقديم الدعم المالي الكافي لرعاية الواعدين وتطوير قدرات المدربين الوطنيين واستقطاب نظرائهم من الخارج إذا ما دعت الحاجة.

مثلما المسؤولية تقع على عاتق الاتحادات والأندية واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب  بتأهيل الإدارات لتكون مبنية على العلم والإخلاص والشفافية في العمل الرياضي، وكذلك عقد دورات تثقيفية في العمل الإداري للذين يرغبون بخدمة الاندية، سواء عن طريق الانتخابات التي يفترض أن يكونوا على وعي في اجراءاتها واختيار أشخاصها، او على صعيد من يرغب بالعمل التطوعي في جوانب أخرى تعنى بالنادي.

  

•العمل في الرابطة

التحقت برابطة اللاعبين الدوليين التي ترئسها سمو الأميرة هيا بنت الحسين، حيث يشغل الزميل فادي زريقات نائباً للرئيسة، في حين أشغل موقع الامين العام للرابطة وهي مؤسسة تقوم على دعم اللاعبين على اختلاف أعمارهم من الممارسين أو الـمعتزلين دولياً في جميع الألعاب وذلك في مجالات عديدة، لعل أبرزها التأمين الصحي ومساعدة اللاعبين والمعتزلين منهم وأبنائهم الدارسين في الجامعات في مختلف التخصصات ، وذلك من خلال صندوق الحسين للمنح الدراسية الذي بدأ عمله عام ٢٠١٠ وما يزال يقدم دعمه المادي.

وفي هذا السياق، تعد سمو الأميرة هيّا الداعم الأساسي للرابطة في نشر نشاطاتها الشبابية والرياضية والثقافية والاجتماعية، إلى جانب المساعدات المادية التي تحفظ كرامة وخصوصية هذه الشرائح، باعتبارها نسيجاً مجتمعياً يتطلب دعمه ليكون فاعلاً في خدمته الوطنية وفي نشاطات الرابطة.

•الاستقالة من النادي الفيصلي

النادي الفيصلي ناد كبير له ارثه وسمعته وتاريخه المشرف محلياً وخارجياً، وله إنجازاته العديدة التي تفتخر بها الوطن، وكذلك له جمهوره، وليس من باب الانحياز والتعصب عندما اقول إنه الأكبر جماهيرية في الأردن، ويشرّف كل من ينتسب اليه ويخدمه، ولكن من الصعب النجاح في العمل الإداري لأي ناد، دون أن يكون هناك توافق بين أعضاء المجلس، ويبرز- للأسف- بين حين وآخر التفرد بالقرار ، والتشدد به على أنه الصواب.

هذا إلى جانب تدخلات وضغوطات من خارج عمل المجلس، واختلاط الحابل بالنابل من أطراف تنتهز ظرفاً ما لتفرض آراءها دون وعي ووجه حق، لذلك تقدمت باستقالتي.

•الجوهري

مع كل التقدير لمن قدم خدمة للمنتخب الوطني لكرة القدم، فإنني أرى أن المرحوم محمود الجوهري كان اكثر من أسهم في تطوير المنتخب، سواء تولي مهمته الفنية للمنتخب أو بإنشاء مراكز سمو الأمير علي للواعدين والتي أتمنى على اتحاد اللعبة أن يعود إلى رعايتها من جديد، فهي التي تكشف المواهب ومنهم عدد من نجوم المنتخب الحالي وفي مقدمتهم النجم الصاعد يزن نعيمات الذي نتمنى له مع زملائه التوفيق في الفوز على المنتخب العراقي في بطولة كأس العرب.

قد يعجبك ايضا