تحت المجهر: العادات بين القبول والرفض

179

تحت المجهر: العادات بين القبول والرفض
رغد البطيخي
من منّا لم يسمع يومًا عبارات مثل:”هذه عاداتنا ويجب أن نتمسك بها”، أو”هذا السلوك دخيل على مجتمعنا ويجب الابتعاد عنه”؟
عبارات تتردد كثيرًا في حياتنا اليومية، بعضها مقبول ويُحتذى به، وبعضها الآخر مفروض علينا دون نقاش، بينما يوجد منها ما هو مرفوض تمامًا.
ولأن لكل مجتمع عاداته وتقاليده الخاصة، ولأننا كمجتمعات عربية نؤمن بأن العادات والتقاليد جزء لا يتجزأ من هويتنا، فإن أغلب العائلات تتمسك بها، سواء كانت مناسبة لواقعنا الحالي أو مجرد موروثات من الأجداد نُمارسها فقط لأنها “عادة”.
لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو:هل كل العادات صحيحة بالضرورة؟أم أن بعضها أصبح بحاجة إلى مراجعة وتغيير مع تغيّر الزمن ومتطلبات الحياة؟
من الطبيعي أن تختلف حياتنا اليوم تمامًا عن حياة أجدادنا، سواء من حيث الظروف الاجتماعية والاقتصادية أو في ظل عصر التكنولوجيا والتطور السريع.
فعلى سبيل المثال، بعض العادات الاجتماعية مثل صلة الرحم، أو الزواج، أو تنظيم المناسبات، والعزاء كانت في السابق بسيطة وعفوية، لكنها اليوم أصبحت في كثير من الأحيان عبئًا ثقيلًا بسبب المغالاة في التكاليف أو الخضوع لنظرة مجتمعية متشددة.
في المقابل، لا يمكن إنكار وجود عادات إيجابية يجب الحفاظ عليها، مثل: صلة الرحم، مساعدة الغني للفقير ،إكرام الضيف احترام الكبير والعطف على الصغير،العادات ليست مقدسة، بل هي قابلة للتقييم والتجديد.ما كان مناسبًا في الماضي، قد لا يكون مناسبًا في الحاضر.
ومن الحكمة أن نتمسك بالعادات التي تُعزز القيم والتماسك الاجتماعي، ونتخلى عن تلك التي تُعيق التطور أو تُسبب الضرر.

قد يعجبك ايضا