دوري على المدرجات

عبدالحافظ الهروط

154

اشتعل التنافس الجماهيري، عندما قدح جمهور الفيصلي الزناد وهو يتابع تدريب الفريق في غمدان، عشية بدء الدوري.
الشرارة كانت رسالة إلى جماهير بقية الأندية، وفي مقدمتها جمهور الحسين باعتبار الفريق حامل اللقب لعامين على التوالي، ولكن جمهور الرمثا كان قد أعد العدّة منذ حرم الوحدات من لقب الدوري الفائت.

الجمهور الأخضر بدوره انكمش على حاله، وصبّ جام غضبه على المدرب التونسي اليعقوبي والإدارة معًا، حال جمهور الفيصلي الذي انقلب على مدربه جمال أبو عابد، رغم الفوزين اللذين حققهما في مباراتيه الأولى والثانية، كما حمّل الإدارة بعض المسؤولية.

الجمهور الأصفر انضمّ إلى المثلث الجماهيري بعد دخول فريقه “نادي الأبطال”، وأخذ يزداد عدده، حيث يطمع باللقب الثالث، وهو الذي عانى نحو ٦٠ عامًا من نيل هذا الشرف الكروي.

هذه حالة جماهيرية، لا نقول إنها غير مسبوقة، ولكنها حالة جديدة، تتنافس على المدرجات ومنصات التواصل الاجتماعي، كما لو كانت في دوري، سعيًا لنيل اللقب.

والأكثر استغرابًا في هذه الحالة، أن جمهور الوحدات، صاحب القاعدة الواسعة، يغيب عن اللقاءات، تاركًا الفريق يواجه منافسيه، وعلى قاعدة رياضية تقول: “اذهب أنت وإدارتك فقاتلا، إنّا ها هنا قاعدون!”.

من حق الجماهير أن تعتب وتغضب، ولكن عليها ألّا تتخلى عن فرقها، أياً كانت النتائج.
تؤازر وتشجع بثقافة رياضية، وتحترم بعضها، وأن تبتعد عن التناحر الذي ما كان يومًا إلا هدماً للفرق، وشراء العقوبات، ودفع الغرامات، وتطفيش المدربين.

ولكن ماذا عن الدوري على الأرض؟!
جميع الفرق تقلبت على النتائج، باستثناء الرمثا والحسين، دون خسارة.

فقد المتصدر العلامة الكاملة، فيما أسعف الحظ الثاني بخطف النقطة مع السلط القادم بقوة لغاية الآن، ما جعل الحسين يجلس في المركز الثالث، متقدمًا عليه الفيصلي مع نهاية الجولة الخامسة.

في الجانب الفني، ورغم أن هناك من يعطي أفضليّة الأداء لـ”النسر”، إلا أن فوز الرمثا عليه منح الأخير التفوق بالنقاط، والتميز عن بقية الفرق بكيفية تسيير المباريات لصالحه، وفق أسلوب يجمع بين الهجوم الناجح بالتسجيل والتوازن الدفاعي.

الجولات الخمس قدّمت بعض الملامح الفنية، ولكنها غير ثابتة، فكيف تواصل الجماهير دورها الداعم في “دوريها”؟ وكيف تواصل الفرق الدوري أداءها لجذب المزيد من الجماهير، وليس مجرد ركل الكرة وتدويرها؟!

( الرأي)

قد يعجبك ايضا