القبة الذهبية لترامب: درع فضائي طموح بين ردع الصين وتكاليف هائلة
العقبة اليوم – في سباق التسلح المتجدد بين القوى الكبرى، يطلّ مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسمى بـ”القبة الذهبية” كعنوان مثير للجدل في الاستراتيجية الأميركية لردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
فقد نشرت صحيفة “South China Morning Post” تقريرًا، أوضحت فيه أن هذا المشروع يقوم على أربع طبقات دفاعية، تبدأ من الفضاء عبر أقمار صناعية قادرة على تتبع الصواريخ، وتمتد إلى الأرض عبر مستقبلات ومرافق دفاعية في مناطق مثل غوام وأوكيناوا، حيث تتركز القواعد الأميركية الأكثر عرضة للاستهداف.
ووفق ما أوردته الصحيفة، فإن التكلفة المعلنة للمشروع تصل إلى 175 مليار دولار، وهي انعكاس لرؤية ترامب في إعادة تشكيل قوة الفضاء الأميركية لتكون خط الدفاع الأول أمام الصواريخ الصينية.
لكن تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس الأميركي، التي نقلتها موسوعة “ويكيبيديا” وتقارير في “واشنطن بوست”، تشير إلى أن التكلفة الفعلية قد تصل إلى ما بين 1610 و5420 مليار دولار خلال عشرين عامًا، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة الاقتصاد الأميركي على تحمّل مشروع بهذه الضخامة.
الرهان الأميركي، بحسب التقارير هو تحصين القواعد العسكرية في المحيطين الهندي والهادئ ومنع الصين من امتلاك القدرة على توجيه ضربات مباشرة لمصالح واشنطن وحلفائها، لكن محللين استراتيجيين، بينهم خبراء في معهد “الأكاديمية الصينية”، يحذرون من أن المشروع قد يجرّ الولايات المتحدة إلى سباق تسلح فضائي مكلف وغير مضمون النتائج.
وتضيف منصة “Breaking Defense” أن التحديات لا تقتصر على التمويل، بل تمتد إلى صعوبات تقنية تشمل سرعة الصواريخ المتفوقة وحاجة المنظومة إلى صيانة مستمرة في شبكة واسعة من الأنظمة الأرضية والفضائية، أما “واشنطن بوست” فقد رأت أن المشروع قد يكون أقل فاعلية من الاستثمار في “ملايين الطائرات المسيّرة الرخيصة” كوسيلة ردع أكثر عملية.
في المقابل، تتابع الصين المشهد عن كثب، إذ يعتبر بعض الخبراء أن مثل هذا المشروع قد يدفع بكين إلى تطوير قدرات هجومية أكثر تطورًا وربما نشر أنظمة بديلة لتقويض فعالية “القبة الذهبية”، الأمر الذي قد يحوّله من وسيلة ردع إلى عامل محفّز لتصعيد سباق التسلح، كما جاء في تحليل نشره موقع “الأكاديمية الصينية”.
وهكذا، وبينما تقدَّم “القبة الذهبية” كدرع استراتيجي لحماية السماء الأميركية وقواعدها في المحيطين الهندي والهادئ، يبقى السؤال الذي لم يجد إجابته بعد: هل ستضيف هذه الأرقام معادلة ردع جديدة، أم أنها ستفتح الباب أمام مرحلة أكثر خطورة من المواجهة مع الصين؟