ترامب يثير صدمة: “تايلينول يسبب التوحّد”.. والأطباء يردون بالحسم
العقبة اليوم – أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بعدما صرّح في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أن استخدام دواء “تايلينول” (الذي يحتوي على مادة الأسيتامينوفين) خلال الحمل قد يؤدي إلى إصابة الأطفال بالتوحّد، داعيًا النساء الحوامل إلى تجنبه تمامًا.
غير أن خبراء الطب في الولايات المتحدة سارعوا إلى دحض هذه المزاعم، مؤكدين أنها لا تستند إلى إجماع علمي، وأنها قد تُربك الأمهات وتثير مخاوف غير مبررة. وقالت الدكتورة سوزان كريسلِي، رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP): “ما قيل في مؤتمر البيت الأبيض كان مليئًا بادعاءات خطيرة ومضللة تسيء للآباء والأمهات وتضر بأصحاب التوحّد.”
ما هو الأسيتامينوفين؟ وهل هو آمن للحامل؟
الأسيتامينوفين، المعروف تجاريًا باسم “تايلينول”، يُستخدم منذ عقود كعلاج شائع لتخفيف الألم وخفض الحرارة، ويُعتبر الخيار الأول والأكثر أمانًا خلال الحمل عند الحاجة. وقد أكّد الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، وكذلك جمعية طب الأم والجنين، أن هذا الدواء ما يزال مناسبًا للحامل إذا استُخدم بالجرعات الموصى بها.
هل يسبب التوحّد؟
حتى الآن، لم يثبت وجود علاقة سببية بين الأسيتامينوفين واضطرابات طيف التوحّد. الأبحاث المتوفرة غير حاسمة وتعاني من ثغرات منهجية، مثل الاعتماد على بيانات تقارير ذاتية أو غياب الدقة في تحديد الجرعات. ويؤكد الدكتور جيمس ماكبارتلاند من عيادة الإعاقات النمائية بجامعة ييل أن التوحّد ناتج عن عوامل وراثية وبيئية متعددة، ولا يوجد سبب واحد محدد.
مخاطر إهمال الدواء
يحذر الأطباء من أن تجاهل الألم أو الحمى أثناء الحمل قد يكون أخطر من تناول الدواء نفسه، إذ ترتبط الحمى المرتفعة في الثلث الأول من الحمل بزيادة خطر التشوهات الخَلقية بثلاثة أضعاف. كما أن السيطرة على الحمى قد تساعد في حماية دماغ الجنين.
خطط رسمية جديدة
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أنها ستصدر إرشادات جديدة للأطباء حول استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل، مع مراجعة محتملة لعبارات التحذير على العبوات. لكن خبراء الطب شددوا على أن التوصيات الجوهرية لم تتغير: استخدام أقل جرعة فعالة ولأقصر مدة ممكنة، مع استشارة الطبيب.
وبحسب الأوساط الطبية، يبقى الأسيتامينوفين دواءً آمنًا عند استخدامه بشكل صحيح، ولا توجد أي دلائل قاطعة على ارتباطه بالتوحّد.