مادة أصبحت الآن محظورة.. هل هي سبب ضعف ذاكرتك؟
دراسة تحذّر من علاقة وقود الرصاص بالتدهور المعرفي في أجيال الستينات والسبعينات
العقبة اليوم- هل تجد نفسك كثير النسيان؟ قد يكون السبب مادة كيميائية كانت تُستخدم لسنوات طويلة في وقود السيارات، وأُدرجت لاحقًا ضمن المواد المحظورة بسبب آثارها الصحية الخطيرة على الإنسان والبيئة.
تُعرف هذه المادة باسم رباعي إيثيل الرصاص (Tetraethyl Lead – TEL)، وقد أُضيفت إلى البنزين منذ عشرينيات القرن الماضي بهدف تقليل “طرق” المحرك (engine knocking) وزيادة رقم الأوكتان، ما يجعل احتراق الوقود أكثر كفاءة. إلا أن أبحاثًا طبية وبيئية عديدة لاحقًا أثبتت أن هذه المادة تُسبّب التسمم والتلوّث البيئي.
الرصاص (Pb) معدن سام معروف منذ قرون، استُخدم في كل شيء من الأنابيب والدهانات إلى البطاريات ومستحضرات التجميل. إلا أن أخطر تداعياته الصحية تكمن في تأثيره على الدماغ والكبد والكلى والعظام، وخصوصًا لدى الأطفال والنساء في سن الإنجاب.
يُخزَّن الرصاص في العظام والأسنان، ويُقاس التعرّض له عبر تحليل مستويات الرصاص في الدم.
رغم أن الدعوات لحظر وقود الرصاص بدأت في العشرينيات، لم يتم حظر استخدامه فعليًا في الولايات المتحدة إلا تدريجيًا بدءًا من عام 1976، ثم بشكل كامل في السيارات بحلول عام 1996. وتوالت قرارات الحظر في باقي الدول، حيث كانت أفغانستان آخر دولة تُعلن حظره الكامل في عام 2016.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل الضرر قد حدث بالفعل؟
تحذّر الدكتورة ماريا كاريلو، كبيرة العلماء في جمعية الزهايمر الأمريكية، من أننا قد نشهد قريبًا وباءً من حالات الزهايمر والخرف، خاصة لدى مواليد الخمسينات والستينات والسبعينات الذين تعرّضوا لمستويات عالية من وقود الرصاص في طفولتهم.
وأشارت دراسة حديثة صادرة عن جامعة تورونتو إلى أن الأشخاص الذين عاشوا في مناطق ارتفعت فيها مستويات الرصاص الجوي بين عامي 1960 و1974، معرضون بنسبة 20% أكثر للإصابة بمشاكل في الذاكرة لاحقًا.
كما أوضحت د. كاريلو أن نصف سكان الولايات المتحدة أي أكثر من 170 مليون شخص تعرضوا لمستويات عالية من الرصاص في طفولتهم، مضيفة أن مواليد “طفرة المواليد” (baby boomers) لديهم في دمائهم 15 ضعف كمية الرصاص مقارنة بأطفال اليوم.
وتحذر الدراسات من أن العيش قرب الطرقات السريعة، حيث تنتشر ملوثات أخرى مثل الجزيئات الدقيقة والمعادن الثقيلة وأكاسيد النيتروجين، يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية تؤثر في الجهاز العصبي والمناعي.