الشباب: مكانك سِر!!

د. ذوقان عبيدات

120

يحلو لكل من هبّ، ودبّ أن يتحدث عن الشباب بالأساليب البالية: الشباب عماد المستقبل! والشباب أمل الأمة! ولا أمة دون شباب! . تعدد العاملون وتنافسوا: برامج ، جوائز، شعارات، معسكرات من دون أن تكون لدينا دراسة علمية عن حاجات الشباب! بل وضعنا استراتيجيات متتالية دون أن نتحدث مع شبابنا، أو نستمع إليهم، فالمسؤول يكتفي بحزره الذكي، فيضع وينزل ويرفع انطلاقًا من فهمه للشباب!
(١)
قيادات شبابية
ليس سرًا أن يقال: ليس لدينا برامج لإعداد قيادات شبابية، بل إننا تخلصنا من أمين عام وحيد نادر قام من بين أنقاض الوزارة، واستوردنا “قادة” لم ينموا في أي بيئة شبابية و على طريقة” الكمش”. ودليلي على ذلك لم يعرف عن مسؤولي الشباب أي اهتمام بالشباب قبل احتلاله مركزًا شبابيّا متقدمًا، وعلى الأغلب حتى بعد احتلال مواقع المسؤولية!
(٢)
قيادات SOS وقياداتنا
اجتمعنا أمس بقرية SOS حيث رأينا كيف تصنع القيادات، وكيف تتوزع القيادة بين الجميع، وكيف يصل القائد إلى مرتبته؛ بعيدًا عن آليات الدولة، وامتحاناتها، ومقابلاتها . وفي الأخير تفاجئنا الدولة بقيادات شبابية تمارس عملها استنادًا لآراء خبراء يفوقون خبراء التحليل السياسي، والعسكري: حكمة، ودقة! فالخبراء احتلوا العمل الشبابي وجوائزه، ومستقبله بمعرفة غير عادية وغير إبداعية!
(٣)
مراكز الشباب ومعسكراته!
تتوزع المراكز الشبابية المتنوعة في كل أرجاء الوطن، ويتكرر إقامة المعسكرات سنويّا، و من دون أن نرى إنجازات ملموسة!
لا نعرف كم تخرج من هذه المراكز والمعسكرات: عازفون، ولاعبون، وفنانون، وهواة تصوير،
ومصمّمون وشعراء، وحتى حاملو أي مهارات حياتية من أي درجة، أو على الأقل لم يعلنوا عن هذه المهارات، وأنا أعرف أن موظفي الحكومة لا يمتلكون قيم الزهد في الإعلام والإعلام لو كان لهم أي فتوحات!
القائدة رنا الزعبي، وهديل الفقيه، أبلغتاني بأن SOS تملك فريق كرة قدم نسائي ينافس في أولمبياد دولي! وأن بينهم مصورين محترفين، وعازفين وشعراء على الرغم من أن مساحتهم تقل كثيرًا عن مساحات الحكومة!
تخيلوا لو كان لدينا قادة شبابيون
يعِدّون شبابًا!! قال مصطفى الوشاحي: إن قرية SOS تعِد قادتها وتبنيهم، وتقيم أعمالهم بمنهج: ومن يعمل مثقال ذرة…
(٤)
هل نقيّم أعمالنا؟
لو نستمع لمسؤول حكومي لقال نعم! نحن نعمل ونقيم! وأسأل:
-هل بنينا استراتيجيات شبابنا على معرفة بحاجاتهم؟ هل لدينا معلومات منظمة عن هذه الحاجات؟
-هل قيّمنا مركز شباب عمان-وهو أفضل مراكزنا بناء، وأدواتٍ قبل أن نحولّه إلى مركز كراتيه؟
وهل لعبة الكراتيه الرياضية من ضمن مهام وزارة الشباب؟
-هل لدينا تقييم لأثر معسكرات البناء والعمل؟ وما المهارات التي تميز بها من شاركوا نشاطات المعسكر؟
-نتمنى أن نستمع إلى فلسفة أي مسؤول شبابي!!.
في الوزارة ومنذ سنتين، ظهر منهاج متكامل لبناء شبابنا، ربما تجاوزه الزمن قبل أن يتكرم مسؤولو الوزارة من الاطلاع عليه؟
لقد طلب مجلس الأعيان أكثر من مرة نفض الغبار عن المنهاج، إلّا أننا ما زلنا نأمل بأن يمنّ الله على مسؤولينا
بنعمة الاستماع!
لم نعمل للشباب ما يجب أن يُعمل! نحن مقصرون!!
والمؤسف ، حين تشاهد الإعلام
تدرك حجم التزييف التي نتعرض له، ويتعرض له شبابنا!
نقدم نماذج إعلامية مبهرة!
فهمت عليّ؟!!

قد يعجبك ايضا