تصعيد غير مسبوق في غزة والضفة… والأزمات الإنسانية تتفاقم
تشهد الأراضي الفلسطينية، لا سيما قطاع غزة والضفة الغربية، تصعيدًا ميدانيًا وإنسانيًا هو الأشد منذ بداية الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر الماضي، وسط تحذيرات أممية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة، وتزايد الانتقادات لعمليات الاستهداف العشوائي والمدني المتعمد.
ففي غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الجوية العنيفة على عدة مناطق في القطاع، مسفرة عن استشهاد ما لا يقل عن 56 فلسطينيًا منذ فجر اليوم، بينهم أطفال ونساء، وفق ما أوردته مصادر طبية في مستشفيات القطاع. وفي حي الزيتون جنوب شرقي غزة، أكدت مصادر في المستشفى المعمداني استشهاد فلسطينيين اثنين جراء غارة إسرائيلية مباشرة.
في السياق الإنساني، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع في غزة “بلغت مستويات جديدة وصادمة من اليأس”، مشيرًا إلى أن “90 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة لعلاج فوري من سوء التغذية”. وأكد البرنامج أن “المساعدات الغذائية هي الحل الوحيد لتفادي المجاعة ولا وقت لنضيعه”، في ظل تقارير عن انهيار كامل للمنظومة الإنسانية.
الانهيار طال حتى الطواقم الطبية، حيث كشف المفوض العام لوكالة الأونروا أن “عمال الإغاثة في غزة يتضورون جوعًا ويفقدون وعيهم خلال تأدية مهامهم”، فيما قال مدير جمعية الإغاثة الطبية للجزيرة: “نحن كأطباء لا نجد ما نأكله سوى وجبة واحدة في اليوم، وإذا لم تصلنا مساعدات، قد لا نتناول شيئًا طوال النهار”.
وفي تطور جديد، قُتل 4 فلسطينيين كانوا ضمن طالبي مساعدات إنسانية قرب محور نتساريم، في استهداف مباشر بنيران جيش الاحتلال، ما يرفع عدد الشهداء من طالبي المساعدات منذ فجر اليوم إلى 21.
أما في الضفة الغربية، فقد أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد طفل فلسطيني برصاص قوات الاحتلال قرب بلدة عرابة في جنين، في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات والمداهمات في مدن وبلدات الضفة.
وفي الأروقة السياسية، صرّحت حركة حماس أن تصويت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون فرض السيادة على الضفة الغربية “باطل ولا شرعية له”، معتبرة أن الخطوة تمثل “امتدادًا للانتهاكات” ودعت الشعب الفلسطيني إلى “تصعيد المقاومة بكل أشكالها”، كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إدانة هذا الإجراء الخطير.
إسرائيليًا، أدلى رئيس الأركان هرتسي هليفي بتصريحات لافتة، قال فيها إن “الجيش الإسرائيلي يخوض حربًا غير مسبوقة في تاريخه”، مشيرًا إلى أن “غزة تبقى مركز الثقل، رغم أن عمليات الجيش تمتد إلى طهران وصنعاء وبيروت وجنين وسوريا”. وأضاف: “نحن أمام مفترق طرق حاسم ستكون له تداعيات استراتيجية كبرى”، مؤكّدًا أن سلاح البر هو “أساس الحسم”.
في غضون ذلك، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر حكومية قالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ بعض الوزراء، بينهم سموتريتش وبن غفير، عن رغبته في “إنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار”، لكنه شدد على أن “العودة للقتال واردة إن لم تتحقق أهداف الحرب”. وأشارت المصادر الأمنية إلى أن “تآكل قوة الجيش في غزة أحد أسباب هذا التوجه”.
وفي تطور قانوني، نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطّلع أن البرازيل تستعد للانضمام رسميًا إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ما يعزز الضغوط الدولية المتصاعدة على تل أبيب.
في غضون ذلك، ارتفع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 231 صحفيًا منذ بدء العدوان، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، الذي دعا إلى تحرك دولي عاجل لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل منهجي.
وكالات