مؤشرات متزايدة على قرب التوصل لاتفاق تهدئة في غزة
عواصم - العقبة اليوم الإخباري
تشهد الساعات الأخيرة في المنطقة مؤشرات متصاعدة على اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في ظل تسارع وتيرة التصريحات والتحركات الميدانية والدبلوماسية، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أن حركة حماس بدأت استعداداتها للإفراج عن الأسرى، في خطوة تشير إلى وجود تقدم جدي في المفاوضات الجارية، في حين كشفت القناة ذاتها أن إسرائيل قدمت في لقاء سري عرضًا يتضمن انسحابات أوسع لقواتها من قطاع غزة ضمن مقترح لوقف إطلاق النار وصف بأنه “قيد التبلور”.
وفي تأكيد على تغير نبرة الخطاب العسكري الإسرائيلي، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، إن “شروط إبرام صفقة التبادل ووقف إطلاق النار متاحة الآن”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “المعركة ستنتهي عندما ننتصر”، في محاولة للجمع بين التقدم السياسي والاستعدادات العسكرية. وأضاف أن “الظروف ناضجة لعقد صفقة”، مشددًا على رفضه “للاستسلام أمام الأصوات التي تحاول إضعاف الجيش”، في إشارة إلى الانتقادات الداخلية التي تطال الأداء العسكري والحكومي في الحرب الجارية.
وفيما يبدو أنه تحضير للمرحلة التالية من الصراع، أشار هليفي إلى أن “دروس الحرب تؤكد على ضرورة توسيع نطاق الخدمة العسكرية بشكل كبير”، في إشارة إلى سعي المؤسسة الأمنية لتعزيز التجنيد وتقوية القدرات البشرية للجيش.
في المقابل، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع في قطاع غزة، حيث حذّر الدفاع المدني من انهيار كامل للخدمات نتيجة أزمة الوقود، مؤكداً في تصريحات لقناة الجزيرة أنهم “محاصرون ولا يستطيعون تلبية نداءات الاستغاثة بسبب القصف المستمر، خاصة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، حيث خلفت الغارات الإسرائيلية قتلى ومفقودين.
وفي سياق مرتبط، قال المفوض العام لوكالة الأونروا إن “لا بديل عن وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، والسماح بدخول المساعدات، والالتزام بحل الدولتين”، مشيراً إلى أن أي حل جزئي لن يؤدي إلى استقرار حقيقي في المنطقة.
على الصعيد السياسي، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس تمديد زيارته الحالية إلى واشنطن حتى نهاية الأسبوع، ما يُفسَّر في بعض الأوساط كمحاولة للاستفادة من المناخ الأميركي الضاغط نحو التهدئة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية وازدياد الضغط الدولي لإنهاء الحرب.
ومع تقاطع التصريحات الرسمية مع التحركات السرية، تبقى الساعات أو الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير مفاوضات التهدئة، وسط ترقب شعبي ودولي واسع لما ستؤول إليه الأمور في غزة، بين طريق الحرب أو ممر التهدئة الشائك.