“طبطبة الرئيس” .. و”صوبات الاختناق”!!

86

“طبطبة الرئيس .. و”صوبات الاختناقات”!!

عبدالحافظ الهروط

ألف مرة، قلنا : ما كل مرة  تسلم الجرة.

يتسمم المئات من هواة أكل الشاورما، فتفزع الحكومة بأشد العبارات والتصريحات، ثم يعود المطعم، خشية قطع ” رزقة ولاده”، وكأن شيئاً لم يكن! فتتكرر الحادثة بأشكال أخرى.

جشع بعض التجار يقوم ببيع مواد غذائية منتهية الصلاحية، بذريعة العروض والظروف الاقتصادية التي تمر بها المملكة، فتكثر الزيارات إلى المشافي، وتنتهي بـ”الحمد لله على السلامة”، وتعود “يا عرض الأردن”، مثنى وثلاث وعشرات ومئات المرات، بتلك المواد!!.

يغرق أطفال وشباب ورجال في عدد من السدود، والسد الواحد، مرات ومرات، فيهرع جهاز الدفاع المدني، وقد لقي هولاء المتنزهون حتفهم، فيكون الحل: الأمر بالتسييج، وترجع حليمة لعادتها القديمة، ولا نجد أسهل من قول” عظم الله أجركم”.

تتحول شوارع المملكة وعلى رأسها شوارع العاصمة إلى مسابح وتداهم المنازل والمحلات التجارية، ولم يسمع المواطن من المسؤولين سوى أخذ الاحتياطات اللازمة، في حين لم  نشاهد أثراً للخطط والاستراتيجيات والاجتماعات، سوى الخبر والصورة لأصحاب المعالي والعطوفة والسعادة، ومن سحّج لهم.

لا اقول داهمتنا حوادث الصوبة”شموسة”، وغيرها من الصوبات، وهي تجهز على ضحايا جديدة، فقد اعتدنا على مثل هذه المصائب من قبل، ولأن هناك أسباب كثيرة، وقد تعددت الأسباب والموت واحد.

“دولة الرئيس”: يصدقك المواطن الأردني قولاً، إن رصيد حكومتك الذي بدأت به، آخذ بالاستهلاك والتراجع، ليس بسبب هذه الحادثة، وتلك، فحسب، وإنما لأن زيارات وتصريحات كثير من الوزراء باتت للاستعراض الإعلامي والسوشيال ميديا، حتى عند مشاهدة مباريات منتخبنا الوطني التي يخوضها في قطر.

لقد نقل الإعلام عنك “دولة الرئيس”، بأنكم وجّهتم المعنيين “باتخاذ الإجراءات العاجلة لوقف بيع المدافئ المتسببة بحالات الوفاة والاختناق”، فماذا عن بقية المدافىء وماذا عن المطاعم وماذا عن المحلات التجارية وماذا عن الطرق وأزمة المرور، وعن وعن وعن ؟.

الأردنيون “يا دولة الرئيس”، رغم آلامهم وفواجعهم من هذه الحوادث، وغيرها، جاءوا يتندّرون، على توجيهكم هذا، ليقولوا:

هل إذا زرنا محلاً تجارياً لبيع الصوبات، نقوم بالاستعانة بالتاجر أو من تلقاء أنفسنا (للطبطبة) على هذه الصوبة، أو تلك، لنطمئن على أمان استخدامها؟!

نريد ” دولة الرئيس” عدم الطبطبة من قبل أي جهة أو شخص متنفذ، على كل ما حدث ويحدث.

حفظ الله الأردن، وأعان الأردنيين على ما ابتلوا به من فساد، وموت ضمير.

قد يعجبك ايضا