السلم المجتمعي ومدينة السلط ..(٢)
السلم المجتمعي ومدينة السلط….. (الحلقه الثانية)
المهندس/ عبد الغني طبلت الأيوبيين
اشرت في مقالتي السابقة الى تميز مدينة السلط واستئثارها بنواجذ السلم المجتمعيومعطيات العيش المشترك ، باعتبارها حالة تاريخية راسخة ومتواترة نقلت من جيلالى جيل دون معيقات بكل اريحية وانسجام ، ديدنها الرعاية والاهتمام
ولقد تجلى نضوج الحالة التاريخية واتساقها على ارض الواقع الحسي ، من خلالتأثيرها المباشرعلى مساندة وتدعيم روافد الوعي المعنوي لدى مختلف المكوناتالمجتمعية في المدينة ، والى الدور الفاعل الذي لعبته في بلورة ابجديات التفكيرالإيجابي غير المتزمت ذو الشخصية المنفتحة على الاخر ، بمختلف ابعادها المكانيةوالزمانية ، ذات الطبيعة الانسانية والوطنية والمجتمعية والدينية
مع التأكيد الى أن تجسد واتضاح معالم تلك الحالة التاريخية ذات الشخصية المتميزةقد ترك أثره الواضح على نوعية ومستوى أداء وممارسات وسلوكيات مختلف المكوناتالمجتمعية في مدينة السلط ، ضمن سياق انساني (شعبي) ديدنه الود وسهولة المعشر، وغايته رص الصفوف وتمتين وشائج الوئام والتعاضد والتكافل والانسجام بين مختلفمكوناتها المجتمعية بعشائرها وعائلاتها مسلميها ومسيحييها
ولذلك فإن تمتع مدينة السلط بتلك المعطيات الإيجابية غير المسبوقة ، أسهم بالتأكيدفي تدعيم اواصر الائتلاف والتوافق والانسجام والتناغم المجتمعي بين جنباتها ، وعملعلى إبقاء أبواب التنامي والرقي والتألق والتطور والازدهار والنجاح مفتوحة علىمصاريعها ، استمرارا للنهج الذي اختطه الإباء والاجداد والذي ناهز في عمره الحسيمدة لاتقل عن مئتي عام ، وأكد في مضامينه على معطيات السلم المجتمعي والعيشالمشترك.