من الدراما الكورية إلى موضة الجمال العالمية: قصة البرم الرقمي للشعر
العقبة اليوم- في كل مشهد من مشاهد الدراما الكورية يمكن ملاحظة ذلك النمط المميز من الشعر، تموجات ناعمة تنساب بخفة كما لو أنها جفت طبيعيًا على شرفة في سيول ، خصلات لامعة بالقدر الكافي لتعكس الضوء، لكنها متماسكة بما يكفي لتحافظ على شكلها طوال مشهد لقاء قهوة رومانسي، السر ليس الصدفة، ولا ساعات من استخدام المكواة الكهربائية، بل تقنية تجميلية باتت تحظى بانتشار واسع تعرف باسم “البرم الرقمي” أو Digital Perm.
هذه التقنية، التي نشأت في اليابان وتطورت في كوريا الجنوبية، أصبحت بديلًا حديثا عن التصفيف اليومي بالحرارة، نجوم الكيبوب مثل “سوزي” و”Wonyoung” من فرقة Ive، وممثلات كوريات مثل هان سو-هي ومون غا-يونغ، ساهمن في ترسيخ هذه الموضة التي باتت رمزًا للأناقة الطبيعية البسيطة – شعر يبدو كما لو أنك “استيقظت هكذا”، رغم أن الواقع أبعد ما يكون عن العفوية.
البرم الرقمي يختلف عن البرم التقليدي المعروف منذ ثمانينيات القرن الماضي، الذي كان يمنح خصلات ضيقة وصلبة، فبدلًا من الإعتماد الكامل على المواد الكيميائية، توضع خصل الشعر في قضبان خزفية متصلة بجهاز يضبط الحرارة بعناية، ما يمنح تموجات أكثر نعومة وانسيابية خاصة عند الأطراف، مع الحفاظ على نعومة الجذور، وفقًا لخبيرة الشعر آدا بوليغا، فإن الحرارة تسرع وتثبت عملية إعادة تشكيل بنية الشعر، ما يجعل التموجات أكثر وضوحًا واستمرارية حتى بعد الغسل.
الميزة الأكبر لهذه التقنية أنها تختصر وقت التصفيف اليومي، فبعد غسل الشعر وتجفيفه برفق، يكفي لف الخصل بالأصابع أو استخدام مجفف منخفض الحرارة للحصول على مظهر طبيعي مموج دون الحاجة لجلسات شاقة مع مكواة التمويج.
لكن النتائج لا تدوم إلى الأبد، معظم جلسات البرم الرقمي تحافظ على مظهرها ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، وقد تمتد لتسعة أشهر مع العناية الدقيقة، مثل استخدام الشامبو الخالي من الكبريتات وأقنعة الترطيب المنتظمة، ومع ذلك، فهي ليست مناسبة للجميع، إذ ينصح بها لمن يملكون شعرًا صحيًا أملس أو متموجًا قليلًا، بينما يجب على من لديهم شعر تالف أو هش تجنبها لتفادي مزيد من الضرر.
التجربة نفسها تتطلب وقتًا أطول وكلفة أعلى من البرم العادي، وقد تستغرق الجلسة عدة ساعات بحسب طول الشعر وكثافته، كما أن مرحلة ما بعد العلاج ضرورية لإنجاح النتيجة، حيث ينصح بتجنب التجفيف العنيف أو ربط الشعر بقوة خلال الأسبوع الأول.
ورغم هذه الاعتبارات، تبقى التقنية إحدى علامات الجمال الكوري المعاصر، إلى جانب “الشفاه المتدرجة” و”البشرة الزجاجية”، فهي تمنح الشعر مظهرا أنيقًا وعمليًا في آن واحد، يجمع بين البساطة واللمسة الرقيقة التي صارت جزءًا من هوية الكيبوب والدراما الكورية، وجعلت ملايين النساء حول العالم يضعن الـ”ديجيتال بيرم” على قائمة تجارب الجمال التي لا بد من خوضها.