صدمة الذكاء الاصطناعي: خوف يطارد العمال وهاجس بطالة يلوح بالأفق
العقبة اليوم – تشهد سوق العمل الأميركية حالة متزايدة من القلق بين الموظفين والباحثين عن فرص عمل، في ظل الانتشار السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وفي وقت يتسم بشح الوظائف وتجميد عمليات التوظيف في عدد كبير من القطاعات. ويخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط المتزايدة من قادة الشركات لاعتماد هذه التكنولوجيا إلى إحلال الآلات مكان البشر بوتيرة أسرع.
وبحسب تقرير نشره موقع “إكسيوس” الإخباري، فإن هذا القلق النفسي يتزامن مع مؤشرات ضعف واضحة في سوق العمل الأميركية، حيث تجاوز عدد العاطلين في يوليو عدد الوظائف المتاحة لأول مرة منذ أربع سنوات، فيما أضاف الاقتصاد في أغسطس 22 ألف وظيفة فقط، وهو رقم متواضع قياسًا بحجم السوق.
ورغم تأكيد بعض الرؤساء التنفيذيين على أهمية بقاء العنصر البشري في المعادلة، فإنهم يظلون غامضين بشأن حجم هذه الحاجة ومدتها. فقد صرّح مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة “سيلزفورس”، بأنه خفّض عدد موظفي خدمة العملاء من 9 آلاف إلى نحو 5 آلاف، رغم إعلانه سابقًا عن خطط لتوسيع فرق المبيعات حتى مع الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي.
القلق يتجاوز الأرقام، إذ يعبّر علماء السلوك عن مخاوفهم من الأثر النفسي لهذا التحول. وتقول الباحثة السلوكية ليلي جامبول: “القلق من الذكاء الاصطناعي حقيقي، وهو مرتبط بعدم اليقين لأن الأمور تتحرك بسرعة كبيرة”. ويشعر العاملون بقدر من العجز، خصوصًا حين تُتخذ قرارات إدخال الذكاء الاصطناعي دون مشاركتهم.
ويتحدث خبراء الصحة النفسية عن قلق وجودي أعمق، إذ يرى البعض أن إعطاء قيمة أكبر للآلة مقارنة بالإنسان يعزز النقد الذاتي والشك بالقدرات ويزيد من اضطرابات القلق. ويصف البروفيسور ديفيد بيرنز من جامعة ستانفورد هذا الارتباط بين قيمة الفرد وإنجازه المهني بما يسميه “إدمان الإنجاز”، وهو ما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للقلق والاكتئاب عند تهديد وظائفهم.
ورغم هذه المخاوف، يرى بعض المختصين أن القلق من الذكاء الاصطناعي قد يدفع الموظفين لتعلم مهارات جديدة أو البحث عن أدوار مختلفة. لكن السؤال المطروح يبقى: مع تطور هذه الأدوات، هل سيكون للعمال كلمة في تحديد مستقبل وظائفهم، أم أن القرار سيظل بيد قادة الشركات وحدهم؟