ترامب يعيد تشكيل القوة العسكرية باتجاه الحدود والبحر الكاريبي

37

العقبة اليوم – تشهد العقيدة العسكرية الأميركية تحوّلًا لافتًا في عهد إدارة دونالد ترامب الثانية، حيث تتحرك القوات المسلحة باتجاه الجنوب والبحر الكاريبي بدلًا من التركيز التقليدي على آسيا والشرق الأوسط وأوروبا. فخلال الأيام الأخيرة، اتخذت الإدارة خطوات عسكرية غير مسبوقة على مقربة من الحدود الأميركية، في مشهد يعكس استراتيجية جديدة تركز على الأمن الداخلي.
ووفق تقرير نشره موقع :أكسيوس” الإخباري، أكد نائب الرئيس جي. دي. فانس أن “قتل أعضاء الكارتيلات الذين يسممون مواطنينا هو أفضل وأهم استخدام لقواتنا المسلحة”.
في الوقت ذاته، أرسلت البحرية الأميركية مدمرات صواريخ موجهة إلى الكاريبي، حيث اعترضت إحداها تحليقًا استفزازيًا لمقاتلات فنزويلية من طراز F-16 قرب سواحل كاراكاس، في إشارة مباشرة إلى تصعيد الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو.
كما كشفت بوليتيكو أن استراتيجية الدفاع الوطني المقبلة ستمنح الأولوية للأمن الداخلي بدلًا من المنافسة مع الصين، بينما جرى نشر عشر مقاتلات F-35 في بورتوريكو.
وزير الدفاع بيت هيغسِث شبّه تجار المخدرات بتنظيم القاعدة، وذلك بعد إعلان ترامب مقتل 11 شخصًا على متن قارب في المياه الدولية، في عملية عسكرية جرى توثيقها بمقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما أُلغيت جلسة الإحاطة المقررة للكونغرس حول الحادثة.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قوات من الفرقة 101 المحمولة جوًا والفرقة الجبلية العاشرة ستعزز الوجود العسكري على الحدود مع المكسيك، في إطار إعادة توزيع للقوات نحو الداخل الأميركي ومحيطه المباشر.
ويرى خبراء أن هذا التوجه العسكري قد يفاقم الضغوط على القدرات الأميركية، ويقول برادلي بومان، الخبير في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”: “إذا تبنت أميركا موقفًا عسكريًا أكثر صرامة في أميركا اللاتينية، بينما تواصل التزاماتها في المحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط، فإن ذلك سيؤدي إلى استنزاف القدرة القتالية ويقوّض جاهزية الجيش”. وأضاف: “لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، وكانت نهايته سيئة”.
هذا التغيير يعكس رغبة ترامب في إعادة تعريف أولويات الأمن القومي الأميركي، لكنّه في الوقت نفسه يثير جدلًا داخليًا حول شرعية استخدام القوة ضد الكارتيلات والعصابات التي تُعامل عادة كمجرمين لا كأطراف في حرب.

قد يعجبك ايضا