ما الذي تنتظره 3 دول من مخططات؟

ماهر أبو طير

49

3 دول عربية وإسلامية مدرجة على أجندة الولايات المتحدة وإسرائيل، آجلا أم عاجلا، حيث إن واشنطن لا تريد دولا كبرى.
المنطقة بأسرها ذاهبة إلى التقسيم، وبرأي الأميركيين كل شيء في الشرق الأوسط قابل للقسمة على اثنين، وهذا يعني أن ما نراه حاليا ليس إلا مقدمة لمخطط أكبر يستهدف كل الكينونات الكبرى في العالمين العربي والإسلامي، حتى لو كانت طائعة ولا تعاند أبدا.

الدول الثلاثة هي تركيا ومصر وإيران، لأن المخطط الأميركي الإسرائيلي يريد إنهاء الدول الكبرى وتقسيمها وإضعافها بكل الطرق، وهنا يتم توظيف كل شيء لإثارة النزاعات من الحروب إلى الفتن المذهبية وصولا الى الصراع السياسي والتفقير والإذلال.
برغم أن إسرائيل اليوم تحارب على 7 جبهات بدعم أميركي، إلا أنها لن تكون قادرة على الاستمرار دون دعم واشنطن، وهذه الحروب السبعة ليست إلا مقدمة للدخول الى مرحلة ثانية في المخطط أي تدمير الحاضنات الكبرى، تركيا باعتبارها حاضنة سنية لها وجودها في المنطقة، وايران باعتبارها حاضنة شيعية لها وجودها في المنطقة، ومصر التي تعد حاضنة عربية بالمعنى الوجداني والتاريخي والعسكري، بما يعنيه مكانتها في العالم العربي.
لكن ليس كل ما تريده واشنطن وتل أبيب سيحدث، لان هناك استحالات تاريخية تمنع استدامة هكذا مخططات بالمعنى العسكري، لكن علينا أن نلاحظ جيدا أن واشنطن وتل أبيب لا تذهبان إلى هذه المخططات دون تهيئة من خلال الإضعاف المتواصل لهذه الدول وغيرها اقتصاديا بالدرجة الاولى، ومن خلال تشظية البنى الاجتماعية وصناعة انقسامات داخلية، ثم وصولا الى التنفيذ النهائي.
الأزمة الكامنة هنا تتعلق بكون المنطقة شبه مشلولة، تنتظر دورها، أو تراهن على الوقت، أو بناء تحالفات جديدة لتجنب الكلف المقبلة.
إذا افترضنا، وهذا مجرد افتراض، أن المخطط الأميركي الإسرائيلي بقي مستمرا دون عوامل عرقلة، أو مواجهة مع قوى اقليمية ودولية سنجد انفسنا بعد سنين أمام دويلات جديدة في كل مكان، والأمر يمتد أيضا الى دول المغرب العربي، وتحديدا الجزائر، بعد الذي شهدناه في ليبيا من تقسيم، وما نشهده في السودان من واقع سيؤدي الى تقسيم شمال السودان، بعد خسارة جنوبه، فيما شعوب المنطقة تتفرج على واقع جديد لا يقوم فقط على صناعة خرائط جديدة، بل الارتكاز الى مبدأ مهم يتوجب رصده أي تقسيم الدول الكبرى إلى دويلات.
هل ستنجو هنا الدول الصغرى من هكذا مخططات، والإجابة ليست صعبة، وهي هنا إما عليها أن تتجنب استثارة مراكز الهيجان الأمني والسياسي في واشنطن، وإما عليها الاستدارة والاستكانة وإعادة إنتاج دورها الوظيفي دون معاندة للمخططات، وإما عليها أن تنتظر مصيرها في المنطقة، باعتبارها نهاية المطاف معرضة لكل شيء.
لقد قيل مرارا إن القصة في غزة ليست قصة تنظيم مقاومة تحاربه إسرائيل، لأننا نرى كيف تقتل عشرات الآلاف من الأطفال، وليس المقاتلين، وهذا يعني أننا في مقدمة مشروع أكبر بكثير، ونحن في مرحلته الأولى، فيما مرحلته الثانية ستمتد إلى الدول العربية والإسلامية الكبرى، حيث لن يكون مسموحا بقاء كينونات كبرى بهذه الثروات والمساحات وخزانات الدم التي تغذي وجودها.
هم يخططون، لكن لا أحد يضمن لهم أن تنجح مخططاتهم، وهذا التخطيط تحركه نزعات سياسية ودينية واستعمارية معلنة وسرية.
7 جبهات حالية ستقود إلى 3 جبهات أكبر لاحقا.

الغد

قد يعجبك ايضا