اكتشاف علمي يعيد صياغة قصة الكون: رصد هالة راديوية عمرها 10 مليارات سنة

مونتريال – العقبة اليوم الإخباري

23

كشف فريق دولي من علماء الفلك عن اكتشاف هالة راديوية نادرة تحيط بأحد أبعد عناقيد المجرات المعروفة حتى اليوم، على بُعد 10 مليارات سنة ضوئية، في إنجاز يُعيد النظر في فهم نشأة الكون وبنية المجرات في مراحله المبكرة.

وبحسب ما أعلنت جامعة مونتريال الكندية في بيان رسمي نشرته موقع (سيانز ديللي) الأمريكي، فإن هذه الهالة، التي توصف بـ”الهالة الصغيرة” (Mini Halo)، تمثل أبعد إشعاع راديوي من نوعه تم رصده، ما يدل على أن عناقيد المجرات في بدايات الكون كانت بالفعل مشبعة بالجسيمات عالية الطاقة.
وقاد فريق البحث كل من الدكتورة جولي هلافاتشيك-لاروندو من جامعة مونتريال، والدكتور رولاند تيمرمان من جامعة دورهام البريطانية، واعتمدوا في دراستهم على بيانات مرصد “LOFAR” الأوروبي، وهو شبكة تضم أكثر من 100 ألف هوائي راديوي منخفض التردد.

وأظهرت البيانات، عند دراسة عنقود المجرة المعروف باسم (SpARCS1049)، وجود إشعاع راديوي منتشر لا يصدر عن مجرات فردية، بل من منطقة شاسعة يزيد اتساعها عن مليون سنة ضوئية، ما يعد دليلاً قاطعًا على وجود هالة راديوية ناتجة عن نشاط فيزيائي شديد الطاقة.

وقالت الدكتورة هلافاتشيك-لاروندو: “كأننا اكتشفنا محيطًا كونيًا ضخمًا تغمره الجسيمات النشطة منذ بدايات تشكّل الكون”.
فيما أضاف الدكتور تيمرمان: “من المذهل رصد إشارة بهذه القوة على هذا البُعد. هذا يعني أن العمليات الفيزيائية القوية، مثل انبعاثات الثقوب السوداء أو تصادمات الجسيمات، كانت تُشكّل عناقيد المجرات منذ اللحظات الأولى للكون”.

ويُرجح العلماء أن مصدر هذه الجسيمات يعود إما إلى ثقوب سوداء فائقة الكتلة تقع في مراكز المجرات، تقوم بقذف جسيمات عالية الطاقة إلى الفضاء، أو نتيجة تصادمات بين الجسيمات المشحونة داخل بلازما العناقيد بسرعات تقترب من سرعة الضوء.

ويُعد هذا الاكتشاف، نافذة جديدة لفهم دور الحقول المغناطيسية والأشعة الكونية في تطوّر الكون، كما يفتح المجال أمام رصد أعمق بواسطة تلسكوبات الجيل القادم مثل “مصفوفة الكيلومتر المربع”

قد يعجبك ايضا