قلعة القطرانة بالكرك استراحة تاريخية للمسافرين على درب الحج الشامي 

53

إلى الجنوب الشرقي من محافظة الكرك وعلى بعد 90 كيلومترا من العاصمة عمان، تقع قلعة القطرانة الأثرية بمحاذاة الطريق الصحراوي التي بنيت في العهد المملوكي لتكون استراحة للمسافرين والحجاج الذين كانوا يمرون عبر درب الحج الشامي.

وتعتبر قلعة القطرانة من أهم قلاع درب الحج الشامي ومن أكثرها ذكْراً في المدونات والكتب والرحلات التاريخية وتتميز بأنها تسلط الضوء على جمالية العمارة العربية والإسلامية وتوظيفها لخدمة العابرين والقوافل.
وتتكون القلعة من طابقين وتحتوي على العديد من الغرف والمخازن وإلى الشرق منها توجد بركة القلعة التي كانت تشكل مورداً هاماً للحجاج ليتزودوا منها بحاجتهم من الماء لا سيما أن الرحالة والمسافرين أكدوا إعجابهم بالنظام المائي المعمول بطريقة فنية محكمة.
وفي الفترة العثمانية تم ترميم القلعة بأمر من السلطان العثماني سليمان القانوني لأهميتها وللمحافظة على أمن الحجاج وسلامتهم كما أعيد ترميمها ثانية في سبعينيات القرن الماضي بالتعاون بين دائرة الآثار العامة الأردنية ونظيرتها التركية وتم خلال عمليات الترميم بناء جدار القلعة الغربي الذي كان مُنهاراً.
وقال مدير سياحة الكرك ساطع المساعدة إن القلعة تشكل بوابة الجنوب السياحية وتساهم في تقديم الخدمات السياحية المتكاملة للسائح والزائر من داخل المملكة وخارجها، مشيرا إلى أن أعمال الترميم والصيانة في القلعة ساهم في زيادة إقبال السياح والزوار عليها وبدأت تشهد حركة سياحية نشطة منذ حوالي شهر تقريبا.
وكان رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان تفقد اليوم الأحد سير العمل في مشروع تطوير موقع القلعة الأثري الذي سيتم الانتهاء منه مطلع الشهر المقبل.
ويشمل مشروع الترميم الداخلي والذي كان رئيس الوزراء وجه وزارة السياحة والآثار للعمل عليه في شباط الماضي، إنشاء مركز للزوار واستراحة ومرافق تتناسب مع القيمة التاريخيَّة والسياحية للموقع، إضافة إلى تأهيل البركة التاريخية المجاورة له، وإنارة القلعة.
وكان مجلس الوزراء قرر في جلسته في 16 نيسان الماضي وبناءً على تنسيب وزير السياحة والآثار، الموافقة على اعتبار موقع قلعة القطرانة الأثري موقعاً سياحياً وتوفير خدمات للزائرين والسياح، بهدف تطوير المنتج السياحي وإبراز الطابع التاريخي والسياحي لموقع القلعة، وتسليط الضوء على الاستثمار السياحي في الموقع لإيجاد فرص عمل جديدة لأبناء المجتمع المحلي.

(بترا) – محمد العساسفة

قد يعجبك ايضا