افرح… لكن لا تؤذِ غيرك

 فراس قطيفان

642

في كل عام، ومع صدور نتائج التوجيهي، تعمّ الأفراح بيوت الناجحين وتختلط الزغاريد بالدموع والابتسامات، هي لحظات لا تُنسى، يستحق فيها الطالب أن يفرح، وتفخر العائلة، وتُقرَع الطبول احتفالًا بسنوات من الجهد والتعب.

ولكن، وسط هذه الفرحة المشروعة، هناك سؤال إنساني مهم يجب أن يُطرح:
هل نحتفل بطريقة تراعي الآخرين؟

في الشوارع، يُغلق السير أحيانًا بسبب مواكب الفرح، ترتفع أصوات الأغاني والمفرقعات حتى ساعات متأخرة من الليل، في أحياء يسكنها مرضى يبحثون عن الراحة، أو أطفال صغار يرتعبون من الأصوات العالية، أو طلاب آخرون لم يسعفهم الحظ، يعيشون لحظة صعبة بحاجة لشيء من الهدوء والاحتواء.

الفرح لا يعني الإضرار، والاحتفال لا يعني التعدي، هناك فرق كبير بين أن نفرح وأن نُزعج، بين أن نحتفل وأن نؤذي دون أن نشعر، أن تكون إنسانًا في فرحك، يعني أن تحتفل باحترام، وأن تشارك فرحتك دون أن تكون سببًا في أذى غيرك.

هناك أمّ تقف في نافذة غرفة العناية، تبكي على طفلها المريض، هناك مريض قلب لا يحتمل الأصوات العالية، هناك من فقد قريبًا، وهناك من ينتظر نتائج لم تأتِ كما تمنى، ليس المطلوب أن نكبت فرحتنا، بل أن نعيشها بوعي ورحمة.

دعونا نكون نموذجًا لجيل يحتفل دون فوضى، يُعبّر عن سعادته دون مبالغة، يفرح ويُشعر الآخرين بالأمان، لا بالإزعاج.
دعونا نقولها بصوت عالٍ: “سأفرح، لكن لن أؤذي أحدًا”.

قد يعجبك ايضا