سوق واقف” في قطر.. و”سياحة واقفة” في الأردن

كتب: رئيس التحرير

83

كل أنواع السياحة موجودة في الأردن، ظاهره وباطنه، والحمد لله، لا توجد سياحة، رغم العائد من هذا القطاع، لدعم الخزينة.
بلد يملك السياحة الثقافية والدينية والعلاجية والبيئية والمؤتمرات. آثار ممتدة تشهد على حضارات استوطنت وغادرت، وكأن لا أثر لهذه المعالم الشاهقة إلى عنان السماء، والعاشقة إلى الارض.
ما الذي يمنع من أن يكون الأردن وجهة العالم طوال العام؟
سياسياً، أم شح الإمكانات- الشح ذريعة- أم قصور في الفهم السياحي وعدم المجيء بعقلية سياحية تحرك الجمود منذ عقود، حال تجميد آثار البترا وجرش والمدرج الروماني، والقلاع الممتدة في طول المملكة وعرضها؟!.
لا نريد أن نطرح أمثلة على تلك الدول المتقدمة التي جعلت من سياحتها نهوضاً لبلدانها، في مختلف المجالات، فكانت محط أنظار وانتظار شعوب العالم، ولكن لمثال حي، وهو لا يذكر عندما يأتي الحديث عن السياحة في أي بلد على وجه الكرة الأرضية.
الزائر، عربياً أو أجنبياً، إلى قطر، وكل ما تمتلكه من مقومات الحياة والنهوض بأكثر من مجال، لا بُدّ أن تأخذه قدما إلى ذاك المكان، إنه” سوق واقف”، حيث نقول:
الوقوف في “سوق واقف” في قطر ، وهو عبارة عن دكاكين وبيوت قديمة، تم ترميمها، ولا يعادل في حجمه ومساحته، ١٠٪؜ من حجم ومساحة، مسقط رأسي( قرية لب القديمة)، ومع ذلك، فكل جنسيات العالم التي تقيم في الدوحة أو لغاية الزيارة، تقف في “سوق واقف”وتجلس ساعات الليل والنهار ، فيه، للترويح الفني والثقافي ومزاولة ألعاب التسلية،وتناول الأطعمة السريعة والمشروبات الباردة والساخنة، وشراء البضائع والهدايا التراثية، وغيرها.
أما “البترا” وهي التي أبهرت العالم وصنّفت ذات يوم، من عجائب العالم سياحياً، فإننا في الأردن لم نحافظ على تسويقها.
والأمر ذاته، فقد اكتفينا بالمعلم السياحي جرش، ليكون مهرجاناً سنوياً، وبعمر أسبوعين وأقل، حتى صار لا نعلم بدايته ونهايته، وفقد محتواه عندما صارت فعالياته شكلية، وتكاد تكرر ذاتها. فيما استعصى على الحكومات المتعاقبة ومن حمل حقيبة السياحة، وحقيبة الثقافة، تسويق المدرج الروماني، الذي يحتل بطن عمان.
كل “هذه الهبات” في بلد سياحي عالمي، إلا أن بلا سياحة!!.
في الحديث مع رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا، د. فارس بريزات، عن هذا الجانب الحيوى، لم يجد “معاليه” إلا قال: الشعب الأردني ليس سياحياً، وحرب غزة أثّرت على المنطقة.
ولأنني لم اقتنع بإجابته، قلت له: المواطن الأردني أو السائح، يريد خدمات وبرامج مشجعة، لم تتوافر في هذه الأماكن إلى الآن، أما أن تكون الحرب على غزة، ذريعة، فهي نصف الحقيقة، من حيث المزاج العام الأردني، والتخوف بالنسبة للسائح الأجنبي، ولكن ماذا تقول عن السياحة الأردنية، بوجود هذا التنوع، وما قبل الحرب على غزة؟!
صمتَ وقال “هذا يحتاج إلى بحث طويل”.
وهذه مشكلتنا في الإعلام الأردني، أننا نتلقى أطناناً من الأخبار ، بحث وتباحثا وبحثوا، دون أن تسفر هذه المباحثات عن شيء على الارض، ومنها ” السياحة الأرضية” التي يتفرد بها الأردن عن العالم.

قد يعجبك ايضا