لست ضد مهرجان جرش .. وهذا سبب المقاطعة

كتب: عبدالحافظ الهروط

107

 

 

من عندياتي أقول: لم يقل الناس إن مهرجان جرش فيه فسوق، كما يدّعي الرويبضة، ويقوّل الناس بما لم يقولوه.
وسواء أُقيم مهرجان جرش، أم لم يُقم، فلن تتوقف الحرب على غزة، ولن يُمنع “النتن .. المتمرد على العالم كله”، من مواصلة القتل والتدمير وحرق الأطفال.
مهرجان جرش، حضرتُ شخصياً، نسخته الأولى، ولم أحضر جميع النسخ الأخرى، باستثناء وصلة غنائية للفنانة نجوى كرم، ولا أذكر لماذا، وبأي صفة؟
مهرجان جرش، لم ولن يمنع الأردنيين من مواصلة الدعم للشعب العظيم في القطاع.
مهرجان جرش، لم أُقاطعه لسبب ديني، حتى لا يتهمني متملق بأنني من جماعة الأخوان المسلمين، التي “كتبت بيدها شهادة وفاتها”، فأنا لست حزبياً على الإطلاق.
ربما عدم حضوري المهرجان، يعود إلى: ظرف العمل، وبُعد المسافة، وأنني لست من أصحاب البطاقات المجانية، ولكن يمكن الحصول على “الباج” لغاية التغطية الصحفية، ليس إلا، والحمد لله، الذي لا يُحمد على مكروه سواه، أن إدارة المهرجان العتيدة، وأذرعها، لا ترد على مخاطبة، ربما لأن اسم العشيرة الذي أحمله، يُضحك، وغير قابل لـ”الدلع” وأن اسم (الموقع)، لا يُطرِب، مع أنه يحمل اسم مدينة “الثغر الباسم”!!، ولكنه بالتأكيد، لن يقبل التطويع والتمييع، ونقل الأخبار الجاهزة ذات القالب الجامد، وذات الإعادة والإشادة الرسمية.
مهرجان جرش ليس حراماً، وهذه فتوى مني، لطالما أفتت دائرة الإفتاء التي يقودها مفتي المملكة، سماحة الدكتور أحمد الحسنات، بتحريم الدخان، ولم يسمع منه أحد، إذ لم أعرف مدخناً واحداً أخذ بالفتوى؟! .
خلَّصنا من الاتهامات، أيها المتملقون؟!.
وأزيد:
مهرجان جرش، معظم الأغاني فيه، عفا عليها الزمن ونسمعها بالفيديوهات، والتلفزة والإذاعات، والأعراس والطهور وحفلات التخرج من الجامعات والتوجيهي وفي المركبات والمقاهي، وجميعها بسبب عجزنا، حمّلناها إلى أنها مستمدة من تراثنا الأردني، فيما الأغاني التي جاءت بها أصوات عربية، حيث يريد أصحابها أن يسوّقوا بضاعتهم، وقد انتهت صلاحياتها في بلدانهم وبلدان الأشقاء والأصدقاء، ولم يجدوا إلا جرش!.
طيّب، لماذا لم نسمح ونسمع بالمهرجان، أُغنية فيروز أردن أرض العزم، الفنان محمد عبدالوهاب (أخي جاوز الظالمون المدى)، والفنان لطفي بوشناق (أنا مواطن)، والفنان مارسيل خليفة (منتصب القامة أمشي، أُناديكم) والفنانة جوليا بطرس (وين الملايين)، وووووو ، ولو كانت بأصوات فنانين أردنيين وغير اردنيين؟!.
معاليك، عطوفتك (كمان إحنا عندنا ذائقة فنية، ومن أصحاب مهنة الإعلام) .
أين الفنان الأردني الذي يأتي بأغنية جديدة، أين المسرح الأردني الذي لا ينقطع طوال الموسم، أين الإعلام الأردني الذي يخرج من عباءة المسؤول، حتى صار لباسه وضحكته أو عبوسه وصورته عنوان الخبر، ونجاح الحدث؟!
أما الفعاليات الثقافية وغيرها، فإنني أتحدى أن يحضرها الذين يفترون على الناس بكذب الكلمة.
أتحدى القائمين على تنظيم المهرجان والذين يدافعون عنه، أن يحضروا فقرة واحدة من فقراته لو لم يكونوا مسؤولين بحكم الوظيفة والتعيين والمزايا التي يضعونها في جيوبهم، وقد امتطوا صهوات مركبات ذات اللوحة الحمراء، وغيرها من ألوان وموديلات، حتى أن المسؤولين وضعوا حواجز بينهم وبين الجمهور على قلّته، أي مهرجان “استثنائي” هذا؟!
وحتى لا نحمّل غزة بأكثر ما هي به من جوع وحزن وقتل، ها أنا وغيري نأكل المناسف ونتسابق على الهمبرغر ونغلق الطرقات لنحجز لفائف الشاورما، أو نستدعي من يأتي بوجباتها وسدورها، إلى منازلنا، لنواصل السهر والضحك.
المهرجان”مشمشية” يا إدارة المهرجان، وتنتهي “حياته” بعد أيام يا رفاق المهنة، وتعود جرش إلى سيرتها الأولى، “حجارة صماء”.
أتحداكم جميعاً، أن تتحدثوا وتكتبوا عن (جرش المكان) بعد انتهاء الحفل، إلى أن يأتي (المهرجان الأربعون)!.
وعلى وجه الخصوص، هذا التحدي موجَه إلى وزارتي الثقافة والسياحة.
نحن في الأردن، وزارات ومؤسسات ومديريات ودوائر وإدارات.. المناسبات نوسمها في مواسمها، دائماً بالإنجازات والنجاحات، ونتعامى فيها عن الإخفاقات والخيبات، والخسائر، ولكن هذا لا يهم، في ظل وجود إعلام يدار بالفيسبوك والواتساب!.
في الختام، مهرجان جرش -قبل الحرب على غزة- انتم من قتلتم فيه روح الإبداع، كما يُقتل الشعب في القطاع، وهذا سبب المقاطعة.

قد يعجبك ايضا