اختراق مغناطيسي يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة بعشر مرات

في خطوة علمية قد تحدث تحولًا جذريًا في كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي، أعلن فريق بحثي ألماني من جامعتي مونستر وهايدلبرغ عن تطوير أكبر شبكة موجهات موجات دورانية مغناطيسية حتى الآن، قادرة على معالجة المعلومات باستخدام طاقة أقل بكثير من تلك التي تستهلكها الإلكترونيات التقليدية.

ويعتمد هذا التقدم، الذي نُشر في مجلة Nature Materials العلمية، على تقنية “الموجات الدورانية” (Spin Waves) – وهي تموجات كمومية داخل المواد المغناطيسية، يمكنها نقل المعلومات دون الحاجة إلى تدفق إلكتروني مستمر، ما يقلل من استهلاك الطاقة.

وقال البروفيسور رودولف براتشيتش، قائد الفريق البحثي من جامعة مونستر، إن المشروع نجح في التغلب على العقبة الرئيسية التي واجهت توصيل هذه المكونات: ضعف الموجات داخل الموجهات النانوية. وتمكن الفريق من استخدام مادة “أوكسيد الحديد الإيتري” (YIG) المعروفة بأنها الأقل فقدانًا للطاقة، لنقش موجهات الموجات الدورانية بدقة على فيلم مغناطيسي رقيق بسماكة 110 نانومتر.

وأضاف براتشيتش: “استطعنا إنتاج شبكة تضم 198 عقدة، وهي الأكبر من نوعها حتى اليوم، مع قدرة عالية على التحكم في خصائص الموجات مثل الطول الموجي والانعكاس عند نقاط معينة”. وبيّن أن هذا التقدم يمثل الخطوة الأولى نحو بناء دوائر معالجة معلومات كاملة باستخدام الموجات الدورانية، بدلاً من الإلكترونيات الكلاسيكية المعتمدة على الإلكترونات.

وتفتح هذه التقنية الباب أمام تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة واستدامة، خاصة في ظل الطلب العالمي المتزايد على المعالجة الحسابية والطاقة، نتيجة النمو السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.